52

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

الذاتية ، فيجوز على القديم الانقلاب إلى الحدوث وبالعكس. ولأن التخصيص لا بد له من مرجح ، وليس ذاتا ؛ لتساوي الذوات على هذا القول ، ولا صفة ذات وإلا تسلسلت الصفات ؛ لاحتياج ثبوت تلك الصفة لذات دون ذات إلى مرجح آخر وهي الصفة الأخرى ، وهكذا.

وترك (1) سائر الفروع ؛ لعدم الفائدة في ذكرها.

والإنصاف أنه لا فائدة في الاشتغال بأمثال ذلك بعد ظهور بطلان أصلها.

** المسألة الثالثة عشرة

** قال

باعتبار التقابل ويعقلان معا ، وقد يؤخذ مقيدا فيقابله عدم مثله ).

** أقول

يؤخذ عارضا لماهية ما ، فيتخصص الوجود حينئذ ، وقد يؤخذ مجردا عما عداه من غير التفات إلى ماهية معينة أو مبهمة ، فيكون وجودا مطلقا.

إذا عرفت هذا ، فالوجود العام يقابله عدم مطلق غير متخصص بماهية خاصة تقابل الإيجاب والسلب من جهة عدم اعتبار المحل القابل للوجودي فيه.

نعم ، التقابل بين الوجود المقيد والعدم المقيد تقابل العدم والملكة ؛ لأن جميع الماهيات قابلة للوجود الأعم.

وهذا الوجود المطلق والعدم المطلق قد يجتمعان على الصدق ؛ فإن المعدوم في الخارج الموجود في الذهن يصدق عليه أنه معدوم مطلق وأنه موجود مطلق.

نعم ، إذا نظر إلى وحدة الاعتبار ، امتنع الاجتماع في الصدق على شيء واحد ، وإنما يجتمعان إذا أخذا لا باعتبار التقابل ، ولهذا كان المعدوم المطلق متصورا ؛ للحكم عليه بالمقابلة للموجود المطلق ، وكل متصور ثابت في الذهن ، والثابت في

पृष्ठ 117