48

al-Athar al-Marwiyah fi sifat al-Ma'iyyah

الآثار المروية في صفة المعية

प्रकाशक

أضواء السلف،الرياض

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٢هـ / ٢٠٠٢م

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

وغيرهما، مع ما في كلام أكثرهم من التناقض.
وهذا الصنف وإن كان أقرب إلى التمسك بالنصوص، وأبعد عن مخالفتها من الصنفين الثاني والثالث، فإن الصنف الثاني لم يتبع شيئًا من النصوص بل خالفها كلها. والصنف الثالث ترك النصوص الكثيرة المحكمة المبينة وتعلق بنصوص قليلة اشتبهت عليه معانيها.
وأما هذا الصنف، فيقول أنا اتبعت النصوص كلها؛ لكنه غالط أيضًا؛ فكل من قال: إن الله بذاته في كل مكان، فهو مخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها، مع مخالفته لما فطر الله عليه عباده؛ ولصريح المعقول والأدلة الكثيرة.
وهؤلاء يقولون أقوالًا متناقضة، يقولون: إنه فوق العرش. ويقولون: نصيب العرش منه كنصيب قلب العارف؛ كما يذكر مثل ذلك أبو طالب وغيره ومعلوم أن قلب العارف نصيبه منه المعرفة والإيمان؛ وما يتبع ذلك.
فإن قالوا: إن العرش كذلك، نقضوا قولهم: إنه نفسه فوق العرش. وإن قالوا بحلوله بذاته في قلوب العارفين؛ كان ذلك قولًا بالحلول خاصة.
وقد وقع طائفة من الصوفية -حتى صاحب منازل السائرين في توحيده المذكور في آخر المنازل- في مثل هذا الحلول١.
وبناءً على هذه الأقوال اختلفت مواقف الناس في صفة المعية على النحو التالي:

١ انظر: مجموع الفتاوى ٥/١٢٤-١٢٦.

1 / 61