الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج، فهذا ابن الزبير قد خرج، فلما قرئ على أبي عبد اللَّه قال: هذا جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به، حذِّروا عن هذا ونهي عنه، وقد تسلط بهذا الكتاب طوائف من أهل البدع من المعتزلة وغيرهم في الطعن على أهل الحديث. . . وأما أهل العلم والمعرفة والسنة والجماعة، فإنما يذكرون علل الحديث نصيحة للدين، وحفظًا لسنة النبي ﷺ، وصيانة لها وتمييزًا مما يدخل على رواتها من الغلط والسهو والوهم، ولا يوجب ذلك عندهم طعنًا في غير الأحاديث المعلنة (^١)، بل تقوي بذلك الأحاديث السليمة عندهم؛ لبراءتها من العلل، وسلامتها من الآفات، فهؤلاء هم العارفون بسنة رسول اللَّه ﷺ حقًا، وهم النقاد الجهابذة الذين ينتقدون انتقاد الصيرفي الحاذق للنقد البهرج من الخالص، وانتقاد الجوهري الحاذق للجوهر مما دلس به" (^٢).
= فقال الخريبي: ترك الجمعة، وجاء فلان فناظره ليلة فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معهم، والخروج عليهم بالسيف، يعني الظلمة" (ت: ١٦٩ هـ)، تذكرة الحفاظ (١/ ٢١٦ - ٢١٧)، التقريب (١٢٥٠).
(^١) قال الذهبي ﵀ في السير (٨/ ٤٤٨): "وإنما الكلام في العلماء يحتاج إلى وزن بالعدل والورع".
(^٢) شرح علل الترمذي (٢/ ٨٩٢ - ٨٩٤) بتصرف، وانظر قواعد في التعامل مع العلماء (١٠١)، وبراءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة (٢٦٩) من كتاب الردود للشيخ بكر أبو زيد، والفقه في الدين لناصر العقل (٤٥)، لحوم العلماء مسمومة لناصر بن سليمان العمر.