وَثَبَتَ في الصحيحِ عن عائشةَ ﵂ أن قريشًا كانوا يصومون (^١) يومَ عاشوراءَ في الجاهليةِ، وأن النبيَّ ﷺ كان يصومُه (^٢). ولا تَعَارُضَ بين الأحاديثِ؛ لأنه لا مانعَ من أن يكونَ النبيُّ ﷺ كان يصومُه لأن قريشًا في الجاهليةِ كانوا يَصُومُونَهُ. وَلَمَّا جاء تمادى على صومِه، ووجدَ اليهودَ يصومونَه، ولا مانعَ مِنْ كونِ الفعلِ الواحدِ أو النصِّ الواحدِ له سَبَبَانِ فأكثرَ (^٣). وعلى كُلِّ حالٍ فَصَوْمُ يومِ عاشوراءَ وُجُوبُهُ منسوخٌ بإجماعِ العلماءِ (^٤).
وقوله جل وعلا: ﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ عَبَّرَ بالليالي لأنها قبلَ الأيامِ (^٥) والمقررُ في فَنِّ العربيةِ أن التاريخَ بالليالي لأنها قبلَ الأيامِ (^٦). فَلَمَّا