على سوادِ الإبلِ قولُ الأَعْشَى (^١):
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وَتِلْكَ رِكَابِي ... هُنَّ صُفْرٌ أَوْلَادُهَا كَالزَّبِيبِ
يعني بقولِه: (صُفْرٌ): سُودٌ. فالتحقيقُ أن المرادَ بالصفرةِ هنا: هي الصفرةُ المعروفةُ.
وقولُه: ﴿فَاقِعٌ لَّوْنُهَا﴾ هذا نعتٌ سَبَبِيٌّ.
والتحقيقُ في إعرابِ ﴿لَوْنُهَا﴾ أنه فاعلٌ لقولِه: ﴿فَاقِعٌ﴾ وأن ﴿فَاقِعٌ﴾ نعتٌ سَبَبِيٌّ لقولِه: ﴿بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ﴾ و﴿لَوْنُهَا﴾ فاعلٌ به لقولِه: ﴿فَاقِعٌ﴾.
وقال بعضُ العلماءِ: (لونُها) مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ، و(فاقعٌ) خَبَرٌ مُقَدَّمٌ، وجملةُ المبتدأِ والخبرُ في محلِّ النعتِ. أي: بقرةٌ صفراءُ لونُها فاقعٌ. أي: صفرتُها خالصةٌ جِدًّا (^٢).
وقولُه: ﴿تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾ أي: يَدْخُلُ السرورُ على مَنْ نظرَ إليها لكمالِ حُسْنِهَا. ذكروا في قصتِها أن الشمسَ تتوضحُ في جلدِها لشدةِ حُسْنِهَا (^٣). وعادةً إذا نظرَ الإنسانُ إلى شيءٍ جميلٍ سَرَّهُ النظرُ إلى ذلك الشيءِ الجميلِ؛ ولذا قال جل وعلا: ﴿تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾.
وقولُه: ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ [البقرة: الآية ٧٠].