فأنفقه على نوائب الإسلام وحقوقه، ولم يكن ماله ميراثا لم يكد فيه فهو غزير لا يشعر بعسر اجتماعه وامتناع رجوعه، ولا كان هبة ملك فيكون أسمح لطبيعته وأخرق في إنفاقه، بل كان ثمرة كده وكسب جولانه وتعرضه. ثم لم يكن خفيف الظهر قليل النسل قليل العيال، فيكون قد جمع اليسارين، [لأن المثل الصحيح السائر: قلة العيال أحد اليسارين!] بل كان ذا بنين وبنات وزوجة وخدم وأحشام، يعول مع ذلك أبويه وما ولدا، ولم يكن فتى حدثا فتهزه أريحية الشباب وغرارة الحداثة. ولم يكن بحذاء إنفاقه طمع يدعوه، ولا رغبة تحدوه، ولم يكن للنبي ﷺ قبل ذلك عنده يد مشهورة فيخاف العار في ترك مواساته وإنفاقه عليه، ولا كان من رهطه دنيا فيسب بترك مكانفته ومعاونته وإرفاقه. فكان [إنفاقه] على الوجه الذي لا نجد أبلغ في غاية الفضل منه، ولا أدل على غاية الصدق والبصيرة منه.
1 / 36
ثم إنا مخبرون عن مقالة العثمانية
فصل: وقالوا: فإن قال قائل: فما بالكم لم تذكروا عليا في هذه الطبقة
فصل: فأما علماء العثمانية ومتكلموهم، وأهل القدم والرياسة منهم
فصل: ولو لم تعرف الروافض ومن ذهب مذهبها
فصل: وقد ذكر فضائله وفخر بقرابته وسابقته
فصل: وأعجب من ذلك أنه لم يدع هذا له أحد في دهره كما لم يدعه لنفسه
فصل: ومعلوم عند ذوي التجربة والعارفين بطبائع الأتباع
فصل: وقد علمتم ما صنعت المصاحف في طبائع أصحاب علي
فصل: فأما إسلامه وهو حدث غرير وغلام صغير
فصل: ولو كان الأمر في علي على ما يقولون
فصل: وقد نجد الصبي الذكي يعرف من العروض وجها، ومن النحو صدرا
فصل: ولو كان علي أيضا بالغا وكان مقتضبا كزيد وخباب لم يكن إسلامه ليبلغ قدر إسلامهما
فصل: والدليل على أن إسلام أبي بكر كان أفضل من إسلام زيد وخباب
فصل: ولذلك كان جبير بن مطعم أعلم قريش بالعرب بعد أبي بكر
فصل: ثم الذي كان من دعائه إلى الإسلام وحسن احتجاجه حتى أسلم على يديه طلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وعثمان