أخلاق العلماء للآجري
بسم الله الرحمن الرحيم
अज्ञात पृष्ठ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على سيدنا محمد، النبي الأمي، وآله وسلم، وبالله أستعين وحسبي الله ونعم الوكيل. أما بعد: فإن الله عز وجل، وتقدست أسماؤه، اختص من خلقه من أحب، فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب، فتفضل عليهم، فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان، رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم، بهم يعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح. فضلهم عظيم، وخطرهم جزيل، ورثة الأنبياء، وقرة عين الأولياء، الحيتان في البحار لهم تستغفر، والملائكة
पृष्ठ 15
بأجنحتها لهم تخضع، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع، مجالسهم تفيد الحكمة، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة، هم أفضل من العباد، وأعلى درجة من الزهاد، حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة، يذكرون الغافل، ويعلمون الجاهل، لا يتوقع لهم بائقة، ولا يخاف منهم غائلة، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون، جميع الخلق إلى علمهم محتاج، والصحيح على من خالف بقولهم محجاج. الطاعة لهم من جميع الخلق واجبة، والمعصية لهم محرمة، من أطاعهم رشد، ومن عصاهم عند، ما ورد على إمام المسلمين من أمر اشتبه عليه، حتى وقف فيه فبقول العلماء يعمل، وعن رأيهم يصدر، وما ورد على أمراء المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يعملون، وعن رأيهم يصدرون، وما أشكل على قضاة المسلمين من حكم، فبقول العلماء يحكمون، وعليه يعولون، فهم سراج العباد، ومنار
पृष्ठ 16
البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة، هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا، فإن قال قائل: ما دل على ما قلت؟ قيل له: الكتاب، ثم السنة. فإن قال: فاذكر منه، إذا ما سمعه المؤمن، سارع في طلب العلم، ورغب فيما رغبه الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم. قيل له: أما دليل القرآن فإن الله عز وجل قال: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير. فوعد الله عز وجل المؤمنين أنه يرفعهم، ثم خص العلماء منهم بفضل الدرجات
पृष्ठ 17
وقال الله عز وجل: إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور فأعلم خلقه أنه إنما يخشاه العلماء به. وقال عز وجل: يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب. وقال عز وجل: ولقد آتينا لقمان الحكمة. وقال عز وجل: ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. وقال عز وجل: لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم يقال: فقهاؤهم وعلماؤهم. وقال عز وجل: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون. وقال عز وجل: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما إلى قوله واجعلنا للمتقين إماما
पृष्ठ 18
، قال محمد بن الحسين: وهذا النعت ونحوه في القرآن، يدل على فضل العلماء، وأن الله عز وجل جعلهم أئمة للخلق يقتدون بهم.
पृष्ठ 19
أخبرنا أبو بكر، حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني , حدثنا مروان بن عبد الله الرقي , حدثنا فضيل بن عياض , عن ليث , عن مجاهد , في قول الله عز وجل: " {يؤتي الحكمة من يشاء} [البقرة: 269] قال: العلم والفقه "
पृष्ठ 19
حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي , حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني , حدثنا شبابة , حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قول الله {آتيناه حكما وعلما} [يوسف: 22] . قال: «الفقه , والعقل , والعلم»
पृष्ठ 19
أخبرنا أبو بكر، حدثنا أبو بكر بن أبي داود , حدثنا أسيد بن عاصم , حدثنا الحسين يعني ابن حفص الأصبهاني , حدثنا سفيان , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قول الله عز وجل: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} [لقمان: 12] قال: «العقل , والفقه , والإصابة في القول في غير نبوة»
पृष्ठ 20
أخبرنا أبو بكر، حدثنا أبو بكر بن أبي داود , أخبرنا أبو أمية , أخبرنا يزيد بن هارون , أخبرنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قوله عز وجل: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} [لقمان: 12] قال: «الفقه , والعقل , وإصابة القول في غير نبوة»
पृष्ठ 20
أخبرنا أبو بكر أخبرنا إبراهيم بن موسى الجوري , أخبرنا يوسف بن موسى , أخبرنا وكيع , أخبرنا علي بن صالح , عن عبد الله بن محمد بن عقيل , عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما , في قول الله عز وجل: {أطيعوا الله وأطيعوا
[ص: 21]
الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59] , قال: «أولو الفقه والخير»
पृष्ठ 20
أخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو العباس أحمد بن سهل الأشناني , أخبرنا الحسين بن الأسود العجلي , أخبرنا يحيى بن آدم , أخبرنا شريك , عن ليث , عن مجاهد , في قول الله عز وجل: {وأولي الأمر منكم} [النساء: 59] قال: «الفقهاء والعلماء» قال: وحدثنا يحيى بن آدم , أخبرنا الفضل بن مهلهل , عن مغيرة , عن إبراهيم مثله
पृष्ठ 21
باب ذكر ما جاءت به السنن والآثار من فضل العلماء في الدنيا والآخرة
पृष्ठ 22
أخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود , أخبرنا أبو طاهر أحمد بن عمرو المصري , أخبرنا بشر بن بكر , عن الأوزاعي , عن عبد السلام بن سليمان , عن يزيد بن سمرة , عن كثير بن قيس , عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , إن العلماء ورثة الأنبياء , إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما , إنما ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر»
पृष्ठ 22
أخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو العباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطان , أخبرنا هشام بن عمار الدمشقي , أخبرنا حفص بن عمرو , عن عثمان بن عطاء , عن
[ص: 23]
أبيه , عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , وإن العلماء هم ورثة الأنبياء , إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم , فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر»
पृष्ठ 22
أخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن بدينا الدقاق , أخبرنا هارون بن عبد الله البزار , أخبرنا يزيد بن هارون , أنبأنا يزيد بن عياض , عن صفوان بن سليم , عن سليمان بن يسار , عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين , ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد , ولكل شيء عماد , وعماد الدين الفقه»
पृष्ठ 23
أخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو بكر بن أبي داود , أخبرنا عمرو بن عثمان , أخبرنا الوليد بن مسلم , عن روح بن جناح , عن ابن عباس رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فقيه واحد أشد على إبليس من ألف
[ص: 25]
عابد»
पृष्ठ 24
أخبرنا أبو بكر أخبرنا إبراهيم بن الهيثم الناقد , أخبرنا داود بن رشيد , أخبرنا الوليد , عن روح بن جناح , عن مجاهد قال: بينا نحن وأصحاب ابن عباس حلق في المسجد , طاوس , وسعيد بن جبير , وعكرمة , وابن عباس قائم يصلي , إذ وقف علينا رجل فقال: هل من مفت؟ فقلنا: سل , فقال: إني كلما بلت تبعه الماء الدافق قال: قلنا الذي يكون منه الولد؟ قال: نعم , قلنا: عليك الغسل قال: فولى الرجل وهو يرجع قال: وعجل ابن عباس في صلاته , ثم قال لعكرمة: علي بالرجل , وأقبل علينا فقال: أرأيتم ما أفتيتم به هذا الرجل , عن كتاب الله؟ قلنا: لا. قال: فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: لا. قال: فعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: لا
[ص: 26]
. قال فعمه؟ قلنا: عن رأينا , قال: فقال: فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد» قال: وجاء الرجل , فأقبل عليه ابن عباس. فقال: أرأيت إذا كان ذلك منك , أتجد شهوة في قبلك؟ قال: لا قال: فهل تجد شهوة في قلبك؟ قال: لا قال: فهل تجد خدرا في جسدك؟ قال: لا. قال: إنما هذه إبردة , يجزيك منها الوضوء قال محمد بن الحسين: كيف لا يكون العلماء كذلك؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
[ص: 27]
: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»
पृष्ठ 25
أخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي , أخبرنا سليمان بن داود الشاذكوني , أخبرنا عبد الواحد بن زياد , أخبرنا معمر , عن الزهري , عن سعيد بن المسيب , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»
पृष्ठ 27
أخبرنا أبو بكر أخبرنا الفريابي , أخبرنا أبو مسعود المصيصي , أخبرنا علي بن الحسن بن شقيق , أخبرنا عبد الله بن المبارك , أخبرنا يونس , عن الزهري , عن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت معاوية رضي الله عنه يخطب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»
पृष्ठ 27