الباب الخامس
في مباحث تمس الأخلاق
تمهيد
نبين في هذا الباب قيمة العمل في ذاته، شر هو أم خير، حسن أم قبيح، ضار أم نافع. ثم نتكلم عن الإرادة، وعن الضمير، وعن الأغراض والنتائج، والوسائل والغايات. وسبيلنا في هذا الباب أن نجمل الآراء الفلسفية إجمالا لنبين بإزائها آراء الغزالي نوعا من البيان.
الفصل الأول
الخير والشر
العمل الذي يجب أن يعمل، أو يحسن أن يعمل، هو الخير والعمل الذي يجب أن لا يعمل، أو ينبغي أن لا يعمل، هو الشر؛ فللخير درجات، وللشر درجات.
هذه لغة اليوم. أما الغزالي فكان تارة يسمي ما يجب أن يعمل واجبا، وما يحسن أن يعمل مستحبا، وما يجب أن لا يعمل حراما وما ينبغي أن لا يعمل مكروها وما عدا أولئك فهو مباح.
وكان تارة أخرى يقسم الأفعال إلى: حرام، وواجب، ومباح. أما الحرام فهو المقول فيه: اتركوه ولا تفعلوه. وأما الواجب فهو المقول فيه: افعلوه ولا تتركوه. وأما المباح فهو المقول فيه: إن شئتم فافعلوه وإن شئتم فاتركوه.
الحسن والقبيح
अज्ञात पृष्ठ