إنهم ينفقون ما جمعوا في سبل كانوا في غنى عن سلوكهم؛ لأنها تؤدي بهم إلى صحراء التعاسة، بل إلى شيخوخة هم وذل ينضم فيها ضيق الصدر إلى ضيق ذات اليد. والمصيبتان لا تحتملان.
خذها من مجرب ولا تسأل عنها الحكيم: فالشعراء الذين نتهمهم بالكذب صادقون حين ينظمون الحكمة. أما قال أحدهم يصف التشبه:
من تردى برداء
ما رآه من ربيه
وابتغى ما قد تعالى
عنه مما يشتهيه
سوف يأتيه زمان
يتمنى الموت فيه
أجل لقد تفشت أوبئة التشبه والتبذير في هيئتنا الاجتماعية الحاضرة، اللابسة من المدنية ثوبا مستعارا، فصرت ترى أيا كان من الناس سواء في ذلك النائمون على مهاد الثروة وأولئك الذين يصلون الليل بالنهار بغية الحصول على ما يسدون به فراغا في بطونهم، تاركين للقدر عائلة يضنيها العوز. يتنافسون في تضحية الدينار على مذابح الكماليات غير مبالين بالحاجات الضرورية التي يطالبهم بها البيت والأسرة.
لقد بات التشبه يمتص دماء الثروة ويجعل الجيوب خاوية خالية، تشكو مرارة وحشة ذلك الوجه الأصفر الخلاب.
अज्ञात पृष्ठ