وحاول أن يتكلم فقلت: بس، بس، قصر حديثك. إن ذكر الموت أمام من كان في عمري مؤلم كنكران الجميل.
فقال واحد منهم، ما زلت أتذكر وجهه جيدا: حدثنا عن أشد ما يؤلمك. فقلت: ضياع الفضل والتعب.
وقال ثان: وأشد ما يضحكك؟ قلت: مارون عبود الباقي.
وقال آخر: وأشد ما يحزنك؟ قلت: ذكرى مارون عبود الذي راح.
فقالوا جميعا بصوت واحد: إذن أنت تتمنى طول العمر؟ فصرخت بهم: هذا سؤال يا حمير؟
فضجوا قائلين: قم رح معنا، ولماذا ترجو الحياة؟
قلت: لماذا أرجو الحياة؟ أتمناها لنحيا معا يا أذكياء.
وما انتهيت حتى رأيت السبعة والستين مارون يخرجون مصطفين كأنهم تلاميذ مدرسة.
فكان مشهدهم مثيرا للضحك، وخصوصا عندما أخذوا يصيحون واحدا واحدا: باي باي. باي باي.
فصرخت بهم: تخيبوا، الله لا يردكم، نسيتم لغتكم!
अज्ञात पृष्ठ