حدثني جدي بسنده إلى علي بن الحسين عن أبيه قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده ، فقامت إليه زينب بنت جحش وقالت له : ليس هو ههنا يا رسول الله ، فأدخل بأبي أنت وأمي . فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل وولى معلنا بالتسبيح يقول : (( سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب )) . فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله ، فقال زيد : ألا قلت له أن يدخل ؟ قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى ، قال : أفسمعت منه شيئا ؟ قالت : سمعته حين ولى يقول : (( سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب )) فجاء زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لعل زينب أعجبتك أفأفارقها ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أمسك عليك زوجك )) . فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك اليوم ، وكان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره فيقول له : (( أمسك عليك زوجك )) . ففارقها زيد واعتزلها وحلت . قال : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة أخذته غشية فسرى وهو يتبسم ويقول : (( من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها في السماء )) وتلا (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك ))
الأحزاب : 37
قالت عائشة : فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها ، وما هو أعظم من هذا مفاخرتها علينا بما صنع لها ، زوجها الله من السماء ، فخرجت سلمى خادمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثتها بذلك ، فأعطتها أوضاحا عليها ([1]).
وبالإسناد المرفوع إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم لها سجدت .
وعن محمد بن عبد الله بن جحش قال : قالت زينب بنت جحش : لما جائني الرسول بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي جعلت لله علي صوم شهرين ، فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لا أقدر أصومهما في حضر ولا سفر تصيبني فيه القرعة فلما أصابتني في المقام صمتهما .
पृष्ठ 3