الزُّهْرِيُّ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَبَعَثَ إِلَيَّ، قَالَ: فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ، كَيْفَ النَّجَاةُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ: يَسِيرٌ هَيِّنٌ، تَأْخُذُ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ، وَتَضَعُهُ فِي حَقِّهِ، قَالَ: فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّهُ لَجَارِي مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، مَا عَلِمْتُ أَنَّ عِنْدَهُ شَيْئًا مِنْ هَذَا! فَقَالَ لَهُ أَبُو حَازِمٍ: لَوْ كُنْتَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ لَعَرَفْتَنِي.
فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: تَكَلَّمْ يَا أَبَا حَازِمٍ، إِنَّمَا أَنَا هِيَ، تَرَكْتَ النَّاسَ بِبَابِكَ، فَإِنْ أَدْنَيْتَ أَهْلَ الْخَيْرِ ذَهَبَ أَهْلُ الشَّرِّ، وَإِنْ أَدْنَيْتَ أَهْلَ الشَّرِّ ذَهَبَ أَهْلُ الْخَيْرِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: ارْفَعْ إِلَيْنَا حَوَائِجَكَ، قَالَ: قَدْ رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ، مِمَّا أَعْطَانِي مِنْهَا قَبِلْتُ، وَمَا زَوَى عَنِّي مِنْهَا رَضِيتُ.
١٠٥ - سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ الطَّائِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، قَالَ: مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَقَالَ: هَلْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ قَدْ أَدْرَكَ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ؟ فَقِيلَ لَهُ: أَبُو حَازِمٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَدَعَاهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ، مَا هَذَا الْجَفَاءُ؟ ! قَالَ لَهُ أَبُو حَازِمٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَيُّ جَفَاءٍ رَأَيْتَ مِنِّي؟ قَالَ: أَتَانِي وُجُوهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَلَمْ تَأْتِنِي.
قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَقُولَ مَا لَمْ يَكُنْ، وَاللَّهِ
1 / 84