يا من تقدمه الملوك إذا
رفعت أسنتها إلى السبق
كم من يدلك فضل نعمتها
متقسم جار على الخلق
لم يعر من معروفها أحد
يبغى الندي في الغرب والشرق
أصلحت أمر الشام محتسبا
ورتقت ما فيها من الفتق
ما كان يدرك بالقتال ولا
بالمال ما أدركت بالرفق
ما زلت تدحض كل باطلة
حتى أقمتهم على الحق
أدركت مافات الملوك فما
بلغوك في فتق ولا رتق
كانوا أرقاء الطغاة فقد
أعتقتهم من ذلك الرق
يغدو عليهم كل شارقه
شؤيوب موت مسبل الودق
كذبت ولايتهم لجنسهم
وفضلت بالإقدام والصدق
أطفأت نيران الطغاة وقد
ذل التقى وعز ذو الفسق
منى ابن أبلول نفيسته
بعد الأمان أمانى الحمق
جعل الظلام دليل غدرته
وانثاب فوق موثق الخلق
فخرقت رأيا سد مذهبه
عزم امريء ذى حنكة خرق
ففرى ذباب السيف من دمه
شخبا يجود به من الحلق
ما بين رأيك إذ تقسمه
فرقا وبين الموت من فرق
وقال أيضا:
لقد سودت بكر عليها وتغلب
وما بلغ العشرين طوق بن مالك
وما سودت إلا نقيا ثيابه
بعيد خطى المسعى شريف المسالك
إذا ذكرت أيام طوق تهللت
ربيعة حتى ما ترى غير ضاحك
पृष्ठ 106