بسم الله الرّحمن الرّحيم
[تقديم]
ربّ تمّم وأعن
بعد حمد البارى والسلام الدائم المتواصل على السيد المختار، ﵇ وعلى آله الأخيار.
فإنّه لا يخفي على من يطالع هذه الأوراق أن كتاب «سلجوق نامه» كتاب عديم النّظير فقيد المثل، من منشآت الصّدر العلّامة نادرة الزمان مالك الطّغرا (^١) ناصر الملّه والدين يحيى بن محمد، المعروف بابن البيبي، دامت فضائله. وقد استخدم فيه أسلوبا بارعا وساق فيه الكلام على وجه لا قدرة لصاحب صنعة على مجاراته ومباراته.
غير أن جماعة الإخوان لما اشتكوا من كبر حجمه وبقوا محرومين من مطالعته والإفادة منه تعهّد هذا الضّعيف والتزم- مع قلّة البضاعة في الصّناعة- أن يفي- في أجزاء معدودة- بمقاصد الكتاب ومغازيه دون إطناب في الأوصاف وإغراق في التّشبيهات، كي يكون كلّ إنسان قادرا على تحصيل (^٢) نسخة وتحقيق المطلوب، فيصل نفعه لعموم الخلق. والله وليّ ذلك.
_________
(^١) الطغرا: وهي الطرّة التي تكتب في أعلى المناشير فوق البسملة، بالقلم الجليّ، تتضمن اسم الملك وألقابه، وهي تنسب إلى الشخص الذى يكون شغله ومنصبه كتابة الطغرا وألقاب الملوك والأمراء على الفرامين والمناشير وتحرير الأوامر وإمساك الأختام السلطانية، والكلمة أعجمية محرّفة من الطرّة العربية. راجع لغت نامه لعلي أكبر دهخدا.
(^٢) في الأصل: بى تحصيل، أي دون تحصيل، وقد قرأها الدكتور محمد جواد مشكور: به تحصيل؛ انظر أخبار سلاجقة الروم، طبع طهران. ١٣٥ هـ. ش، المقدمة، ص بيست ونه.
1 / 1