تهادين ما بين المحصب من منى ... وأقبلن لا شعثًا ولا غبرات
مررن بفخٍّ رائحاتٍ عشيّةً ... يلبّين للرّحمن مؤتجرات
لها أرج بالعنبر الورد فاغم ... تطلّع رياه من الفترات
يخبّئن أطراف البنان من التّقى ... ويمشين شطر الليل معتمرات
وليست كأخرى أوسعت جنب درعها ... وأبدت بنان الكفّ للجّمرات
ومالت تراءى من بعيدٍ فأفتنت ... برؤيتها من راح من عرفات
تقسّمن لبّي يوم نعمان إنّني ... بليت بطرفٍ فاتك اللّحظات
يظاهرن أستارًا ودورًا كثيرةً ... ويقطعن دور اللهو بالحجرات
ولمّا رأت ركب النّميري أعرضت ... وكنّ من أن تلقينه حذرات
دعت نسوةً شمّ العرانين كالدّما ... أوانس ملء العين كالظّبيات
1 / 27