رسولا إلى بغداد ليقم الدعوة العباسية ، واستدعى التشريف فأجيب إلى ذلك وجهز إليه على يد
رسول يعرف بأبى غالب الشيرازى عهد بالولاية ولواء أسود وخلعة فمر ببلاد الروم ليعدى منها إلى
إفريقية ، فقبض عليه صاحب الروم وشيعه للمستنصر ، فدخل على جمل وهو مجرس وأحرق العهد
واللواء والهدية فى حفرة بين القصرين ، وكان القادر قد فعل مع الظاهر ، والد المستنصر ، مثل ذلك
بالخلعة التى سيرها على يد رسول محمد بن محمود بن سبكتكين ، ثم بعد ذلك أعاد المستنصر
الرسول لصاحب قسطنطينية .
وكان سبب عصيان ابن باديس تقصيره فى المكاتبة للوزير اليازورى ، فسير إليه وتلطف
به أن يكاتبه بما جرت العادة به . وكانت عادة مكاتبة المعز أن يقدم من الوزراء بعبده ، وكاتب
اليازورى بصنيعه ، فلم يفعل المعز ، وما برح اليازورى حتى سير عسكرا للقيروان فخرب إفريقية
ودس أيضا إلى زغبة ورياح من قبائل العرب دساسا ووصلهم بصلات سنية ، وبعث إليهم
अज्ञात पृष्ठ