وفي خلافة المهدي دعا علي بن العباس بن الحسن المثنّى لنفسه سرا ببغداد فاستجاب له جماعة من الزيديّة، وبلغ المهدي خبره فأخذه ولم يزل في حبسه حتى قدم الحسين بن علي الفخي فكلّمه فيه واستوهبه منه، ويذكر أبو الفرج أنّ المهدي دسّ له شربة سمّ فمات بعد دخوله المدينة بثلاثة أيام [١].
وعندما علم عبد الله بن محمد بن مسعدة، مؤدب أولاد النفس الزكيّة، بوفاة المنصور وتولي المهدي أمن أن ينزل بمحمد بن عبد الله الأشتر بن النفس الزكيّة ويأمه من قلعة كانوا قد لجأوا إليها بالسند بعد مقتل عبد الله الأشتر، فقدم بهم إلى المدينة [٢].
وقد أحسن المهدي وفادة الحسين بن علي الفخّي ووهبه علي بن العباس كما مرّ معنا، وهذا يشير إلى صلة إيجابية بينهما، إذ وفد الحسين بن علي على المهدي وكان قد ركبه دين، فأذن له المهدي وأمر بادخاله حتى أناخ جمله في وسط الدار ووثب إليه وعانقه وتلطّف وأمره برفع حوائجه فأعلمه بحاجته للمال فأجابه المهدي ووصله [٣].
وعندما حجّ المهدي سنة ١٦٠/ ٧٧٦ مع ابنه هارون وجماعة من أهل بيته ومعه يعقوب بن داود-وهي الحجّة التي استأمن فيها يعقوب المهدي للحسن بن إبراهيم-وزّع على أهل الحجاز أموالا طائلة لاسترضائهم، وأرجع إليهم جرايات الحبوب من مصر بعد أن كان المنصور قد قطعها عنهم عقب ثورة
_________
[١] مقاتل الطالبيين ٤٠٣ (ط ٢.٣٤٢)؛ وفي «كتاب المصابيح» ان المهدي وعده بدفع علي ابن العباس إليه إلا أنّه توفي قبل ذلك وأنّ الهادي هو الذي أمر بتخليته.
[٢] مقاتل الطالبيين ٣١٤ (ط ٢.٢٧٢).
[٣] مقاتل الطالبيين ٤٤٠ (ط ٢.٣٦٩ - ٣٧٠)؛ وفي كتاب المصابيح أن دينه بلغ سبعين الف دينار فباع عينا له (انظر ما يلي ص ٢٨٢).
1 / 35