Akhbar al-Zaman
أخبار الزمان
प्रकाशक
دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع
प्रकाशक स्थान
بيروت
शैलियों
فخرج على الملك سرنديب الكاهن الجبار، وكانت بينه وبينه حروب شغل بها عن أمر نوح ﵇ وتشاءم بحبسه فأمر بتسريحه حتى يخلو له وجهه ثم صالح الكاهن على ناحية تركها له من عمله، وعاد الى ما كان فيه من ملكه.
وكان إبليس يحرضه على قتل نوح ﵇، ويزينه له فيمنعه الله تعالى منه وزاد أمر نوح ﵇، فوجه الملك إلى جميع ممالك الأرض ليوجهوا له كل كاهن، وكل عراف لمناظرة نوح ﵇ فشخصوا اليه من الآفاق، فناظروه فغلبهم نوح ﵇ بالحجة والبرهان.
فآمن منهم الكاهن فيملون المصري، واتبعه حتى دخل معه في السفينة، وأوحى الله تعالى آلى نوح ﵇ ان اصنع الفلك بأعيننا، فقال كيف أصنعه؟ فأهبط الله تعالى جبريل ﵇ حتى أراه إياها، وامره ان يبنيها على مثل صدر البطة فأقام في عملها عشر سنين، وعملها من خشب الساج، وجعل طولها ثلاثمائة ذراع وقيل دون ذلك، وجعل ارتفاعها من الأرض خمسين ذراعا، وجعلها ثلاث طبقات كما امر.
وكانوا يهزؤن منه ويضحكون، وكان الرجل منهم يأتي إليه بأبنه الصغير فيحذره منه، وربما رماه الصبيان بالحجارة فآذوه، ولما فرغ من عمل السفينة جعل بابها في جنبها، وأقامت موضوعة على الأرض تسعة أشهر حتى حضر عيد لتلك الأصنام، فاجتمعوا اليه وقربوا اليه ثلاثمائة رجل ممن آمن بنوح ﵇، ذبحوهم بين أيديهم، فحق عليهم العذاب.
وأمر الله تعالى نوحا ﵇ أن يدخل في السفينة من كل زوجين اثنين، فقال يا رب من أين لي أن اجمع ذلك فامر الله تعالى الرياح فحشرت اليه كلما أراد، وأمر به فأدخل فيها من كل زوجين اثنين.
1 / 114