अखबार अबी तमाम

अल-सुली d. 335 AH
5
شَهِدْتُ جَسيماتِ العُلاَ وَهْوَ غَائِبٌ ... وَلَوْ كانَ أيضًا شَاهِداُ كان غَائبَا فقال البحتري: نَصَحْتُكُمُ لَوْ كان للنُّصْحِ سامِعٌ ... لَدَى شَاهِدٍ عَن مَوْضعِ الفهْمِ غائبِ على أن محمد بن عبيد الله العتبي قد قال: قَوْمٌ حُضُورٌ غائِبْو اْلأذْهانِ ليسَ لها قُفُولُ وقال أبو تمام: فإِنْ أنا لَمْ يَحْمَدْكَ عَنِّي صاغِرًا ... عَدُوُّكَ فاعْلَمْ أَنَّني غَيْرُ حامِدِ فقال البحتري: لَيُواصِلَنّكَ ذكُر شِعْرٍ سائرٍ ... يَرْويه فيكَ لحسِنِه الأعْدَاءُ وكأن هذا المعنى من قولهم: من فضل فلان أن أعداءه مجمعون على فضله، وقولهم: خير المدح ما رواه العدو والصديق. وقال أبو تمام: ونَغْمَةُ مُعْتَفِي جدْوَاهُ أَحْلَى ... على أذُنيْهِ مِنْ نَغَمِ السَّماعِ فقال البحتري: نَشْوانُ يطَربُ للسؤَالِ كأنما ... غَنَّاهُ مالكُ طيئٍ أوْ معبدُ وأول من أتى بفرح المسؤول، وطلاقة وجهه، ثم أخذه الناس فولدوه فقالوا: السؤال أحلى عنده من الغناء، وراجيه أحب إليه من معطيه، زهير، قال: تراه إذا ما جئتَه متهلِّلًا ... كأنك تُعطيهِ الذي أنتَ سائلهُ وقال أبو تمام: ومُجَرَّبُونَ سَقَاهُمُ من بَأسِهِ ... فَإذَا لَقُوا فكأَنَّهم أغْمَارُ فأخذه البحتري فقال: مَلِكٌ لهُ في كل يومِ كريهةٍ ... إِقدامُ غِرٍّ واعتزامُ مُجَرِّبِ فأما الذي نقله البحتري نقلًا، فأخذ اللفظ والمعنى، فقول أبي تمام يصف شعره: مُنزَّهَةٌ عن السَّرَقِ الموَرَّي ... مكرَّمةٌ عن المعْنَى المُعادِ فقال البحتري يصف بلاغةً: لا يَعْملُ المْعنَى المكَرَّ ... رَ فِيهِ واللفظَ المرّدَّدْ وقال أبو تمام: البيدُ والعِيسُ والليلُ التَّمام معًا ... ثَلاثةٌ أَبدًا يُقْرَنَّ فِي قَرَنِ فقال البحتري: اطلُبَا ثالثًا سِوَاىَ فإِنِّي ... رَابعُ العِيسِ والدُّجَى والبِيدِ وأخذه أبو تمام من قول ذي الرمة: وَلَيلٍ كجِلْبَابِ العَروسِ ادَّرَعْتُهُ ... بأربعةٍ والشخْصُ في العينِ واحدُ أَحَمُّ عِلاَفِيٌّ، وأبيضُ صارِمٌ ... وأعْيِسُ مَهْرِيٌّ، وأروعُ ماجدُ وقال أبو تمام: تَفيِضُ سماحةً والمُزْنُ مُكْدٍ ... وتَقْطَعُ والحُسامُ العَضْبُ نَابِي فقال البحتري: يَتوَقَّدْنَ والكواكبُ مُطْفاَ ... ةٌ ويَقْطَعْنَ والسُّيُوفُ نوابِي وقال الطائي: لا تَدْعُوَنْ نُوحَ بنَ عمرو دَعوةً ... للخطْبِ إلاَّ أَنْ يكونَ جَليلًا فقال البحتري: يا أبا جَعْفرٍ وما أنتَ بالمدْ ... عُوِّ إلاَّ لِكلِّ أمرٍ كُبارِ وقال أبو تمام: ولقد أَردتُمْ مجدَه وجهَدَتُمُ ... فإذَا أَبانٌ قَدْ رسَا وَيلَمْلَمُ! فقال البحتري ونقله لفظًا ومعنى: وَلَنْ يَنْقُلَ الحُسَّادُ مَجْدَكَ بعدمَا ... تمكَّنَ رَضْوَى واطمأَنَّ مُتَالِعُ وقال أبو تمام: وتُشَرِّفُ العُلْيا وهَلْ مِنْ مَذْهَبٍ ... عَنْها وأنتَ عَلَى المعالِي قَيِّمُ فقال البحتري: متقلقلً الأحْشاءِ في طلبِ العُلاَ ... حتَّى يكونَ عَلَى المعالِي قيمِّا وقال أبو تمام: ويلبَسُ أَخلاقًا كِرامًا كأَنَّها ... عَلَى العِرْضِ من فَرْطِ الحَصانَةِ أدْرُعُ فقال البحتري، ولم يستوف، وكذلك هو في أكثر ما ذكرت يقع دونًا: قومٌ إذا لبسُوا الدروعَ لموقفٍ ... لبِسَتْهُمُ الأخلاقُ فيه دُروعا وقال أبو تمام: وقد كانَ فَوْتُ الموتِ سَهلًا فردَّهُ ... إليهِ الحِفَاظُ المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ فقال البحتري: ولَوَ أنَّهُ اسْتَامَ الحياةَ لِنَفسِهِ ... وجَدَ الحياةَ رخيصَةَ الأسْبابِ وهذا أيضًا من قول الآخر: ولو أنهم فَرُّوا لكانُوا أعِزَّةً ... ولكنْ رَأَوْا صَبْرًا على الموتِ أكرمَا وقال أبو تمام:

1 / 5