كل نفس عند ميتتها ... حظّها من جمعها كفن
حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا أبو غزية قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن غوفة عن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ إنّ العبد (إذا مرض نفى الله عنه الخطايا في مرضه كما ينفي الكير خبث الحديد) قال ابن السكيت: الكير كير الحداد، والكور: الرحل وجمعه أكوار وكيران، قال: وسمعت أبا عمرو الشيباني يقول: الكور المبني من الحديد والطين، والكير: الزق الذي ينفخ به، قال بشر يصف فرسه: الوافر
كأنّ حفيف منخره إذا ما ... كتمن الربو كير مستدار
حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثني جدّي قراءة عليه قال حدثني إسحاق الأزرق عن سفيان وحمزة الزيات عن الأعشى عن أبي وائل فال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إني قد سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علّمتم، وإياكم والتنطعّ فإنما هو كقول أحدكم: هلمّ، وتعال وأقبل.
حدثنا يعقوب قال حدثني جدي قراءة عليه عن أبي داود عن محمد بن عبد الله عن أبي إسحاق عن البراء يرفعه إلى النبي ﷺ قال: (إن من الشعر حكما وان من البيان سحرا) قال أبو القاسم: كذا روينا هذا الخبر وراجعت فيه الشيخ فقال لهم: هو أن من الشعر حكما بضم وتسكين الكاف، ووجهه عندي إذا روى هكذا: أن من الشعر ما يلزم المقول فيه كلزوم الحكم للمحكوم عليه إصابة معنى وقصدا للصواب، وفي نحو هذا يقول أبو تمام: الطويل
فلولا سبيل سنها الشعر ما درى ... بغاة العلا من أين تؤتى المكارم
ترى حكمة ما فيه وهي فكاهة ... ويقضي لما يقضي به وهو ظالم
اخبرنا الأخفش قان اخبرنا المبرد قال: قرأته على خلف فحدثني انه سمعه من أبي عمرو الشيباني وغيره أن عبد الله بن مسعود الفزاري وعمرو بن هبيرة السكوني تذاكرا الشعر عند معاوية بن أبي سفيان فقال السكوني: امرؤ القيس أشعر الناس. فقال الفزاري: كلا أن فينا لشعراء ما أظن أحدا يبلغهم إلى أن تناهي بهما القول إلى أن قالا: فأنمت بيننا يا أمير المؤمنين. فقال للسكوني: أنشدني لهما، فلم يجد عنده رواية. فقال القراري: أنا أنشدك لهما، ابن عمه يقول: الطويل
فأصبحت ودعت الصّبا غير أنني ... أراقب خلات من الناس أربعا
فمنهم فسوفي الخود قد بلهّا الندى ... تراقب منظوم التمائم مرضعا
يعزّ عليها ريبتي ويسوؤها ... بكاه فتثني الجيد أن يتضوعا
وابن عمه الذي يقول: الطويل
ومرضعة أو فاطم قد طرقتها ... فألهيتها عن ذي تمائم معيل
إذا ما ضنا في مهده عطفت له ... بشق وتحتي شقهّا لم يحوّل
ومعاوية يقول: أفّ له، قال: وابن عمي الذي يقول: البسيط
ولا أخالف جاري في حليلته ... ولا ابن عمي غالتني إذا غول
ولا احدّد أظفاري لا لطمه ... أنّ السبّاب وقول السوء محمول
ولا أقول وفضل الماء ذو نفس ... من الحرارة أن الماء مشغول
ولا أكون وكاء الزاد امنعه ... وقد علمت بأن الزاد مأكول
حَتى يقال وقد عوليت في ظعن ... أنّ ابن عوف أبو قران مجعول
اخبرنا الأخفش قال اخبرنا المبرد قال: قرأته على خلف فحدثني انه سمعه حدثت عن الزهري أنه قال: كنت اختلف إلى عبيد الله بن عبد الله اكتب عنه فكنت أقوم له إذا خرج وأسوي عليه ثيابه إذا ركب حتى ظننت أني قد استفزعت ما عنده. فخرج ذات يوم فلم أقم له، فقال لي: انّك في العزاز فقم. أبو القاسم: العزاز: ما صلب من الأرض وإنما يكون في أطراف الأرضيين وأوائل الطرق فإذا توسطتها وصرت إلى اللين والسهولة فيقول له: انّك بعد في أوائل العلوم ولم تتوسطها فارجع إلى ما كنت عليه من التنظم والإكرام لي.
أخبرنا الأخفش عن المبرد قال حدثني بعض جلساء الفخذمي عنه انه قال: كانت امرأة من الأعراب لها أربعة بنين وكان يجتاز بها اخوة أربعة أشكال بنيها وأسنانهم فتأنس بهم ثم أن بنيها أصيبوا فانقطعت الاخوة عنها إبقاء عليها من الحزن إذا رأتهم. ثم أنهم عزموا عزمة على المرور بها فرحا وبقيا، فلما رأتهم أنشأت تقول: الكامل
1 / 41