الدعوة ولي عليهم الجبابرة وهم الحاكمون عليهم بما لا يخفى عليك من الجور وما لا يستطاع له الصفة، هل ترى لسلطان المسلمين أن ينهض إلى أولئك الجبابرة ليزيلهم عنهم ويحول بينهم، أو يولي على أهل الدعوة ولاة ولا يقصد إلى الجبابرة فأيما أحب إليك من ذلك ؟ طلب أهل الدعوة ذلك إلى السلطان المسلمين أو لم يطلبوه ؟
قال : أحب إلينا في ذلك السلامة لدينك، فإن السلامة لا يعدلها شيء ولا يتكلف من الأمور ما تعجز عنه طاقته، فإن الأمر قد رق وضعف وعاد الإسلام غريبا كما بدأ.
واعلم أن الظهور لم يستقم للمهاجرين والأنصار إلا ثلاث سنين وأشهر لأبي بكر وعشر سنين لعمر بن الخطاب وصدرا من سني عثمان بن عفان، ثم صارت الأمور بعد ذلك إلى ما قد علمت من الخبال والتنازع. فلم يزل الإسلام في نقصان بعد كماله إلى أن عاد غريبا. واليوم قد كملت أشراط الساعة إلا ما بقي من الآيات اللاتي لا ينفع معها العمل ولا قبول التوبة (¬1) . فلا تنتظر اليوم إلا تلك العلامات ومجيء القيامة. فبادر نفسك والتمس السلامة قبل نزولها، فإنه بلغني أن النبي عليه السلام /(لما بعث التقم صاحب الصور الصور ووضع فاه فقدم رجلا وأخر أخرى ينتظر الأذن للأخرى ) (¬2) وقد قال تعالى : { فقد جاء أشراطها } (¬3) وقال : { إقترب للناس حسابهم ... ... . }الآية (¬4) .
(
पृष्ठ 54