سلام عليك ورحمة الله وبركاته. أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم فإن في تقوى الله النجاة من شر يتقى. وعليك بتلاوة القرآن والتفقه [فيه] (¬1) وتدبره فإنه حياة القلوب من العمى والقسوة والران (¬2) ..يقول الله تبارك وتعالى : { بيانا لكل شيء وهدى ورحمة وشفاء لما في الصدور} (¬3) . فليس للقلوب ولا لضيق الصدور دواء إلا في القرآن، به تلين القلوب وتنشرح الصدور وتنجلي الغموة والران والظلمة عن القلوب. قال الله تعالى في الذين آمنوا إذا يتلى عليهم : { قشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } (¬4) وقد نعتهم بمثل هذا في غير آي من القرآن مثل قوله: { إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان } الآية (¬5) ، ومثل قوله : { إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا } (¬6) . ولكنه كما قال : { لتنذر من كان حيا } (¬7) يعني حي (¬8) القلوب. .كقوله : { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا } (¬9) . وهو للقلوب (¬10) كالمطر للأرض، فالمطر يصيب الأرض وهي بقاع شتى، فالبقعة الطيبة يخرج نباته بإذن ربها فتحيا بعد موتها، والسبخة لا يزيدها إلا ملوحة. وهي كالماء للأشجار، والشجرة الطيبة تثمر ويزيدها في الخير (¬11) ،
पृष्ठ 28