... أما بعد أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم الذي يجازي بالطاعة والمعصية ولا يظلم أحدا. يقول في كتابه :{ ومن يعمل من الصالحات وهو مومن فلا يخاف ظلما ولا هضما } إلى قوله : { وصرفنا فيه من الوعيد }، يقول من عمل كذا فله كذا، { لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا } (¬1) . { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام } (¬2) فإن النور إذا دخل القلب انفسح وانشرح، ولذلك علامة وهو التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإستعداد للموت قبل نزوله. { ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء } (¬3) الآية. واعلم أن المتقين يعرفون [بها] (¬4) ، ولغيرهم كذلك.
قال جابر بن زيد رحمه الله :قلوب المؤمنين تغلى بالإيمان وقلوب المنافقين تغلي بالنفاق. وقال جابر أيضا :يعرف إيمان الناس في أعمالهم. فأسأل الله أن يزينا بالعلم ويكرمنا بالحلم ويجمعنا بالعافية ولا يجعل لأحد من الظالمين علينا سبيلا إنه منان كريم.
पृष्ठ 26