وهي التي يذكرها عبدالقهار بن خلف عند الكلام على رحيله عن "سبها" والإنتقال إليها بعد هزيمة وريون (¬1) ، فليس لدينا فيما بين يدينا من المصادر ما يعيننا على تحديد موقعها، وقد تكون عن ضواحي سبها أو بعض القلاع الحصينة المجاورة لها.
أما " شبهاهة" فقد وردت الإشارة إليها في أكثر من موضع في أجوبة عبدالقهار بن خلف (¬2) ، وأورد النسبة إليها هكذا: "الشباهي" (¬3) ونحن نرجح أن يكون " شباهة " هو الإسم الذي تطور عنه إسم " سبها " الحالي، وبعض أهل الجنوب لا يزال ينطقها معجمة حتى اليوم فيقال "شبها" بالشين المعجمة بدلا من السين (¬4) . ولا ندري متى بدأ ظهور إسم "سبها" ولعل الإسمين سارا معا منذ البداية، وبقيا كذلك تصرفهما الألسن على ما يوافقها من نطق حرف السين معجما أو مهملا ... ونجد إسم " سبها " يرد برسمه الحالي " سبها " في بعض النصوص الإباضية القديمة، وبالتحديد عند أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني ( المتوفى سنة : 570 ه ) فى قصيدته " الحجازية " التى يصف فيها رحلته إلى الديار المقدسة لتأدية فريضة الحج. قال أبو يعقوب يصف طريقة لدى مروره بفزان متجها إلى الحجاز (¬5) :
(33) جزى الله عنا "جرمة" وبلادها ... ... و"فزان" خيرا شاكرا غير كافر
(34) هم أوسعنا ما استطاعو بخيرهم ... ... وعافية جلت ومن تمر تامر
(35) وكانت" تبستو" منزلا نزلت به ... وراحت إلى "سبها" (¬6) و" سمنو"و "فاطر"
(36) وجازت على "زرديج" وهي مشيحة ... ... إلى "منزل العباد" ذات الفطائر
(
पृष्ठ 23