ثلاثة أيام وفر الأولى بها ... إلى الروضة الغناء مائسة الخصر
فما وصلوا حتى اتى الترك نحوهم ... ولم يتوان فينة عصبة الغدر
وكان بها من أهل صنعاء عصبة ... فطاروا من الخوف المبير إلى السر[9]
وما بقيت حول الرياض محلة ... بغير أناس هاربين من الشر
وأوقدت الأتراك حربا لروضة ... عظيما ولم يكتب على سالف الدهر
وكان بها كم من هزبر غضنفر ... يرى الفر عارا والنجابة في الكر
رموها على مر الدوام بسبعة ... مدافع لم تجدي وعسكرهم تسري
إليها إلى أن جاوز السوق سوقها ... وأنصارنا في جامع الضهر والعصر
وأشعر من حرب الفريقين أمرد ... وشاب من الأهوال محلولك الشعر
وسارت به الركبان في كل بلدة ... وغنت به العشاق بالنظم والنثر
وأنصارنا يأتون من كل موطن ... وعسكرهم جاعوا وضاقوا من الضر
وبالموت فيهم كل يوم فريسة ... وبالقتل أصناف وبالفر والأسر
إلى أن سروا ليلا لصنعا وأغلقوا ... على بابها والحرب فيهم إلى الجدر
وإن شئت أحوالا لحجة فاستمع ... حديثا له كل المسامع تستقري
سرت فيهمو الأنصار في كل معقل ... فما معقل إلا وقد حف بالحصر
فشمسان منه استخرجوا ثم ماذن ... ومن كوكبان بعده قلعتا عمرو
ومن مشهد المهدي والجاهلي تلا ... ومن موضعي عفار فاعلم ومن ظفر
كذا حجة رأس البلاد وكعبة ال ... فساد وكرسي المراد لذي النكر
وكان بها أمر عظيم وفتنة ... ونهب عظيم حازه عصبة النصر
ومن بعده عمران أقبل نحوهم ... إمام الورى في فيلق وافر مجري فلما دنا منهم ونادى لحربهم ... فقالوا له أهلا وسهلا بلا عذر
पृष्ठ 13