ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن الإمام محمد بن عبدالله لم يخرج على بني العباس فالبيعة له كانت سابقة على قيام دولة بني العباس والبيعة منهم قد تمت له، وما حدث هو الغدر والخيانة، ونكث العهد منهم، ولذلك استمروا في مطاردته وتتبعه وسجن الكثير من أهل البيت أيام أبي جعفر المنصور العباسي حتى يسلموا لهم الإمام محمد بن عبدالله، وفي مثل هذه الظروف وإزاء هذا البطش كله والتعذيب خرج الإمام بالمدينة، واجتمعت له البيعة من كل الأمصار فحصر بالمدينة حتى انهك من معه واستمر في المقاومة حتى قتل، واحتزت رأسه في 15 رمضان سنة 145ه ودفن الجسد بالبقيع، ثم تتبع العباسيون أنصار الإمام بالقتل، وتشرد إخوانه إلى مختلف الأمصار الإسلامية، وكان ممن خرج مع الإمام مقاتلا من آل الحسين عليه السلام عبدالله وموسى الكاظم ابناء جعفر الصادق، كما كان أبو حنيفة ومالك من أنصار الإمام ومن الداعين إلى ترك بيعة المنصور ((ليس على مستكره يمين))، وذلك لأن البيعة للمنصور العباسي تمت بالاكراه.
पृष्ठ 17