वायलिन वादक के दुःख
أحزان عازف الكمان
शैलियों
أتراك يا صديقي شفيق قد زرتني في المنام أو الكابوس؟ أم تراك تصوفت ووصلت وأصبحت من أصحاب الكرامات؟
لتكن الإجابة ما تكون، ولتعلم أخيرا أنني اشتقت إليك وإلى وجهك وعينيك وصوتك وضحكتك وشفقتك أيها الطفل الشفوق العجوز على صديقك المغترب الغريب. صديقك الذي رأى ما رأى وكتب إليك ليقول إنه يحاول أن يبدأ من جديد ...
هكذا ختم غريب خطابه الذي لا يقل عنه غرابة، والأغرب من ذلك أيضا أنه فوجئ بعد أيام - أو على الأصح فوجئت زوجته التي رجعت من المصيف مع الأولاد - بأن الخطاب المسجل قد رجع به ساعي البريد وعليه هذه التأشيرة بخط مضطرب لا يفك أسراره إلا خبير في الخطوط:
ثبت بالبحث أن صاحب العنوان توفي منذ سنوات وانتقل أهله إلى عنوان آخر.
1
يا بشر الحافي، لم خرجت؟
كان يجري كالشبح الهائم وأنا أجري وراءه، وبدا في أطماره وهلاهيله كأنه جرادة كبيرة نحيلة الجسد نحيلة الساقين. أدركته بعد أن كاد قلبي يتوقف. شددته من كم ردائه وسألت: لم تجري يا شيخ؟
رفع إلي عينين ضارعتين واسترد أنفاسه اللاهثة وقال: دعني يا ولدي. دعني.
حاولت أن أضع يدي على كتفه فمنعتني النظرة الباكية والوجه الضامر الحزين: لن أدعك حتى أعرف سرك.
رفع بصره إلى السماء وهمس: سري يعلمه ربي. دعني يسترها الله عليك!
अज्ञात पृष्ठ