Ahsahu Allah Wa Nasuh
أحصاه الله ونسوه
प्रकाशक
دار القاسم
शैलियों
هذا عبد الله بن أبي زكريا: يقول: مكثت اثنتي عشرة سنة أتحفظ من لساني (١).
فمثل نفسك يا مغرور وقد حلت بك السكرات، ونزل بك الأنين والغمرات، فمن قائل يقول: إن فلانا قد أوصى وماله قد أحصى، ومن قائل يقول: إن فلانًا ثقل لسانه، فلا يعرف جيرانه ولا يكلم إخوانه، فكأني أنظر إليك تسمع الخطاب ولا تقدم على رد الجواب، ثم تبكي ابنتك وهي كالأسيرة وتتضرع وتقول: حبيبي أبي، من ليتمي بعدك؟ من لحاجتي؟ وأنت والله تسمع الكلام ولا تقدر على رد الجواب:
وأقبلت الصغرى تمرع خدها ... على وجنتي حينًا وحينًا على صدري
وتمسك خديها وتبكي بحرقة ... تنادي: أبي إني غلبت على الصبر
حبيبي أبي من لليتامى تركتهم ... كأفراخ زغب في بعيد من الوكر (٢)
ورحل بك من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة .. حملت أوزارك معك .. ورحلت وحيدًا حيث الحساب والجزاء، فرحم الله من حفظ لسانه ليوم فقره .. ورحم الله من استبدل مكان الشر خيرا فسرته صحيفته إذا رآها غدا.
قال سفيان الثوري: أقل من معرفة الناس تقل غيبتك (٣).
_________
(١) الزهد لأبي عاصم: ٣٩.
(٢) التذكرة (٢٤).
(٣) حلية الأولياء (٧/ ٨) السير (٧/ ٢٧٦).
1 / 47