قال: «أعلم ذلك وقد خطر لي أن أستنجده، ولكنه لا يعرفني، وبلده بعيد، وأخاف أن أضيع الوقت بالسفر إليه في أطراف النوبة ثم أفشل ويذهب سعيي عبثا.»
فقال: «ألست نصرانيا؟»
قال: «بلى.»
قال: «ألا تعلم مقدار تمسك ملكنا بالنصرانية وغيرته عليها؟»
قال: «أعلم.» وتنبه لرأي أشرق له وجهه وقال: «فطنت لوسيلة تضمن النجاح. فطنت لما تريد أن تقوله. سأستنجد أحد أساقفتنا ليتوسط لي لدى ملك النوبة وإنني أقدر أن أوسط البطريرك نفسه.»
فصاح الرجل عند ذلك قائلا: «بورك فيك، هذا هو الرأي الصواب وإذا اتبعته نلت ما تريد. إذا استطعت أن تأخذ كتابا، مر البطريرك إلى ملك النوبة يوصيه بك خيرا؛ فإنه لا شك يقضي لك أمرك.»
فقام زكريا لساعته ومد يده، فودع صديقه، وقال: «لقد استصوبت رأيك وسأعمل به. والوقت ثمين.»
قال: «ألا تنام هنا وتسافر في الصباح؟»
قال: «دعني أذهب لإعداد ما يلزم.» قال ذلك وتوجه قاصدا إلى الفسطاط من جهة الشاطئ.
ولما أطل على حصن بابل ووقع بصره على دير المعلقة عرفه من نور معلق بباب الحصن، فتذكر دميانة والأسقف ومرقس كما تذكر البطريرك ميخائيل يقيم بدير أبي مقار بالصحراء الغربية في وادي النطرون والطريق إليه شاق، ولا بد من التأهب للمسير فيه.
अज्ञात पृष्ठ