قالت: «إلا إذا اختارها السيد المسيح لخدمته.» ولما رأت الأسقف يضحك أدركت أنه يمازحها ويشير إلى قرب خطبتها، فسكتت، فأعاد الوداع وودع مرقس ومضى.
أما دميانة فلم تعتزل في غرفتها للصلاة فقط، ولكنها خافت خلوة الأسقف بأبيها، وتوقعت أن يستقدمها للأمر الذي تخافه وتنفر منه، فتشاغلت بالصلاة وهي لا تفهم ما تقرأه لقلقها وتبلبل بالها. وكانت ترقب حركات أهل الدير لتعلم ساعة خروج الأسقف فلما علمت أنه مضى لسبيله شكرت الله على زوال الخطر وانتظرت أن تجد زكريا بين يديها عساه يطمئنها. وبعد قليل عاد زكريا ففرحت بقدومه وسألته عن سبب غيابه فقال: «ذهبت في أمر سترين ثمرته الآن.»
فلم تفهم مراده فقالت: «وأي أمر تعني؟ ألم تر الأسقف؟ ألم تعلم بخلوته مع أبي؟»
قال: «كيف لا؟ ولولا علمي بذلك ما ذهبت في هذه المهمة.»
فازدادت قلقا، وبان ذلك في عينيها، فابتدرها زكريا قائلا: «لا تقلقي يا سيدتي اسمعي قرع الباب، ألا تسمعينه؟»
قالت: «أسمعه، وما ذلك؟»
قال: «إن القادم هو أبو صاحبنا إسطفانوس.»
قالت: «أبوه؟ المعلم حنا؟» قال: «نعم.»
قالت: «وما الذي جاء به؟ قال: «أنا دعوته.»
قالت: «أنت ذهبت إليه واستقدمته وكيف ذلك؟ قل.»
अज्ञात पृष्ठ