فلما سمعت قوله وثبت من مجلسها وحملقت في القسيس وقالت: «مسيحي؟ نصراني مثلنا؟» قال: «نعم مسيحي يا ابنتي؟»
قالت: «هل أنت على يقين من ذلك؟»
قال: «لا ريب عندي في ذلك وقد جلس على هذا الكرسي واعترف لي مرارا.»
قالت: «جلس على كرسي الاعتراف؟ واعترف لك؟ أطلعك على مكنونات قلبه؟ آه هل اعترف لك بأنه؟»
وهمت بأن تسأله إذا كان قد اعترف بحبه لها، ثم أمسكت خجلا، وعلمت أن سؤالها يخالف أصول الاعتراف، فأطرقت وسكتت.
فقال : «يكفي أنك عرفت أنه مسيحي.»
فتنهدت وقالت: «نعم يكفي.» ثم رفعت رأسها إلى السماء وقال: «أشكر الله على ذلك.» وغلب عليها الفرح حتى ضحكت والدمع يقطر من عينيها وهي تردد قولها: «مسيحي؟ سعيد مسيحي؟» ثم انتبهت إلى أن مسيحيته لا تكفي وحده ليطمئن قلبها فسكتت وجعلت تتشاغل بمسح عينيها وإصلاح نقابها، ثم قالت: «وهل يعد حبي له خطيئة يا أبانا؟»
فأجاب القسيس: «إن الحب الطاهر يا دميانة ليس خطيئة بل هو من الفضائل التي يثاب الناس عليها، ونظرا لما أعلمه من تقواك وتعقلك لا أخاف تورطك وخروجك عن الحدود التي وضعتها الكنيسة.»
فقالت: «معاذ الله أن أفعل ما يخالف تعاليم الكنيسة ولكن هل تظن أبي ...» ومنعها الحياء عن تتمة الكلام.
فأدرك أنها تسأل هل أبوها يمانع في زواجها منه فقال: «إن أباك صعب المراس ولا أدري هل يرضى به بعلا لك أم لا.»
अज्ञात पृष्ठ