كانت الشهرة أمرا لطيفا دون شك. وفي مساء اليوم التالي لعودتنا من مكتب هيئة الإسكان بشيكاغو كان وجه سادي يظهر على جميع شاشات التليفزيون. واكتشفت الصحافة - التي اشتمت رائحة المشكلات - أن مشروعا آخر بالجانب الجنوبي استخدمت فيه أنابيب مبطنة بالأسبستوس الفاسد. وبدأ أعضاء مجلس المدينة يطالبون بإجراء تحقيقات فورية. واتصل المحامون للإعداد لرفع دعوى قضائية جماعية.
على النقيض من ذلك، فإن الأمر، من وجهة نظري، كان بعيدا كل البعد عن هذه الجوانب، في أثناء إعدادنا للاجتماع مع مدير هيئة الإسكان بشيكاغو بدأت ألاحظ حدوث أشياء رائعة. فقد بدأ أولياء الأمور يتحدثون عن أفكار متعلقة بحملات مستقبلية. واشترك بالفعل أولياء أمور جدد. ووضع الاستفتاء الذي خططنا له فيما سبق موضع التنفيذ، وبدأت ليندا - التي اقتربت من وضع طفلها - تتهادى في مشيتها وهي منتفخة البطن من منزل لآخر لتجميع استمارات الشكاوى، وشرح السيد لوكاس لجيرانه كيف يملئون هذه الاستمارات بصورة صحيحة، مع أنه هو نفسه كان يعجز عن قراءة هذه الشكاوى. حتى إن هؤلاء الذين عارضوا مجهوداتنا بدءوا يغيرون آراءهم ويشتركون معنا؛ فقد وافقت السيدة ريس على دعم الحدث وسمح القس جونسون لبعض أعضائه بالإعلان عن حملتنا في خدمة الأحد. وهكذا فجرت خطوات سادي المحدودة والصادقة ينابيع الأمل لتسمح للناس في ألتجيلد باستعادة سلطة كانت في حوزتهم من البداية.
كان من المقرر أن يعقد الاجتماع في صالة الألعاب الرياضية بكنيسة أوار ليدي لأنها كانت المبنى الوحيد في ألتجيلد الذي كان بمقدوره استيعاب 300 شخص أملنا في حضورهم. وصل القادة إلى مكان الاجتماع مبكرا عن الموعد بساعة وراجعنا مطالبنا للمرة الأخيرة، التي تمثلت في أن تتعاون مجموعة من السكان مع هيئة الإسكان بشيكاغو لضمان استمرار مراقبة وجود الأسبستوس وعدم انتشار استخدامه، وأن تضع الهيئة جدولا زمنيا صارما لإجراء الإصلاحات. وفي أثناء مناقشة مجموعة من التفاصيل في اللحظات الأخيرة لفت نظري عامل الصيانة هنري إلى نظام تكبير الصوت. «ما المشكلة؟» «إن النظام لا يعمل. يبدو أن هناك اختلالا في تشغيل الدائرة الكهربية أو ما شابه.» «إذن أليس لدينا ميكروفون؟» «نعم. وبذلك ستضطر إلى استخدام هذا.» أشار عامل الصيانة إلى مكبر صوت واحد بحجم حقيبة سفر صغيرة ملحق به ميكروفون حالته سيئة معلق بسلك واحد يكاد أن ينقطع. جاءت سادي وليندا بجانبي وحملقتا في الصندوق البدائي.
وقالت ليندا: «لا بد أنك تمزح.»
ضربت على المايك. وقلت: «سيفي بالغرض ، وليس عليكما إلا أن تتحدثا فيه.» بعد ذلك قلت وأنا أنظر إلى مكبر الصوت: «لكن حاولا ألا يمسك المدير بالميكروفون أكثر من اللازم. وإلا فإنه سيتحدث لساعات. امسكا به حتى لا يتحدث إلا بعد أن تطرحا عليه الأسئلة. تماما مثل أوبرا وينفري.»
قالت سادي وهي تنظر إلى ساعتها: «إن لم يأت أحد فلن نحتاج إلى ميكروفون.»
حضر الناس. حضروا من جميع المناطق في الجاردنز؛ الشيوخ والمراهقون والأطفال. وفي تمام السابعة كان قد وصل 500 شخص، وفي السابعة و15 دقيقة وصل عدد الحضور إلى 700 فرد. وبدأ أعضاء أطقم العمل في التليفزيون يضعون كاميراتهم وطلب منا السياسيون المحليون الحاضرون أن نعطيهم فرصة لإثارة حماسة الجمهور. أما مارتي الذي جاء لمشاهدة الحدث فإنه لم يستطع الاحتفاظ بهدوئه وعدم التحدث.
قال: «لقد حققت شيئا هنا بالفعل يا باراك. وهؤلاء الناس جاهزون للتحرك.»
كان كل شيء على ما يرام ما عدا مشكلة واحدة، وهي أن المدير لم يكن قد وصل بعد. وقالت الآنسة برودناكس إنه عالق بالطريق؛ لذا قررنا أن نبدأ بأول جزء من برنامج العمل المحدد. وبعد انتهاء المناقشة التمهيدية كانت عقارب الساعة قد أعلنت تمام الثامنة. وسمعت الناس يتذمرون وهم يحركون الهواء حول وجوههم في هذا المكان الحار الخالي من الهواء النقي. بالقرب من الباب رأيت مارتي وهو يحاول قيادة الجمهور في أنشودة. وانتحيت به جانبا: «ماذا تفعل؟» «إنك تفقد الناس. ولا بد من فعل شيء للإبقاء على حماسهم.» «اجلس من فضلك.»
كنت على وشك إلغاء الاجتماع والتحدث مع الآنسة برودناكس بهذا الخصوص، عندما علت الضوضاء من الجزء الخلفي لصالة الألعاب الرياضية ودخل المدير من الباب ومن حوله عدد من المساعدين. كان رجلا أسود اللون أنيقا متوسط البنية في بداية الأربعينيات من عمره. أخذ يعدل رابطة عنقه ويتجه نحو مقدمة الغرفة وعلى وجهه ملامح الجدية.
अज्ञात पृष्ठ