81

Ahkam al-Zawaj

أحكام الزواج

प्रकाशन वर्ष

1408 अ.ह.

﴿ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها؛ ولهم آذان لا يسمعون بها؛ أولئك كالأنعام، بل هم أضل أولئك هم الغافلون﴾ (١٠٢).

الوجه الثالث: إن الله سبحانه إنما شبه الإنسان بالكلب والحمار ونحوهما في معرض الذم له، كقوله:

﴿فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ؛ ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا، فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون﴾ (١٠٣).

وقال تعالى: ﴿مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً﴾ (١٠٤) الآية.

وإذا كان التشبه بها إنما كان على وجه الذم من غير أن يقصد المذموم التشبه بها، فالقاصد أن يتشبه بها أولى أن يكون مذموماً، لكن إن كان تشبه بها في عين ما ذمه الشارع: صار مذموماً من وجهين. وإن كان فيما لم يذمه بعينه، صار مذموماً من جهة التشبه المستلزم للوقوع في المذموم بعينه. يؤيد هذا.

الوجه الرابع: وهو قوله ﷺ في الصحيح:

(( العائد في هبته كالعائد في قيئه؛ ليس لنا مثل السوء)) (١٠٥).

ولهذا يذكر: أن الشافعي وأحمد تناظرا في هذه المسألة، فقال له الشافعي: الكلب ليس بمكلف. فقال له أحمد: ليس لنا مثل السوء. وهذه الحجة في نفس

(١٠٢) سورة: الأعراف: الآية: ١٧٩.

(١٠٣) سورة: الأعراف، الآية: ١٧٦.

(١٠٤) سورة: الجمعة، الآية : ٥.

(١٠٥) أخرجه البخاري في صحيحه، الباب ٣٠ من الهبات. وصحيح مسلم، الحديث ٥، ٦ من الهبات. وأبو داود في سننه، الباب ٨١ من كتاب البيوع. والنسائي في سننه، الباب ٣، ٤ من الهبة. وابن ماجة في سننه، الباب ١ من كتاب الصدقات. وأحمد في المسند ٤٠/١، ٥٤، ٢١٧، ٢٣٧، ٢٨٩، ٢٤٩، ٢٥٠، ٢٧/٢، ١٧٥، ٢٠٨.

80