١٨٧ - وأما قوله ﷿: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾
فإنه بياض النهار من سواد الليل، وهو البياض الذي يبدو (^١) من المشرق قبل الحمرة، وهو الثاني المُستطيل المعترض في أفق السماء، فأباح اللَّه ﵎ الأكل والشرب والجماع إلى طلوع الفجر.
[الإصباحُ جُنُبًا]
وإذا كان ذلك، فليس يُصبح الإنسان إلا جُنبًا، ولا يقع اغتساله إلا بعد الفجر، فالقرآن والسُّنة قد أبطلا الرواية: "من أصبح جنبًا أفطر ذلك اليوم"، لأن عائشة -وهي أعلم الخلق بهذا- أنكرت الرواية، فقال أبو هريرة: لم أسمعه من النبي ﷺ، أخبرنيه مُخبِر، قالت: لقد كان رسول اللَّه ﷺ يُصبح جنبًا من غير احتلام ثم يصوم ذلك اليوم (^٢).