بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رب يسر

قال الشيخ الإمام العالم العامل الأوحد الحافظ جمالُ الدين أبو المظفر يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد السُّرَّمَرِّي العُقَيلي الحنبلي - عفا الله عنه -:

الحَمْدُ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا.

وبعد: فإن المنهل الصافي من الكدر، والمنهج الآمِنَ من الخطر، منهجُ الوحي المحفوظ بالتنزيل، ومنهج الرسول المحروس من التبديل، فلما كان الشأن والقصَّة هذا أحببت أن أنتخب مما اشتملا عليه من الأحكام كتَابًا لطيفًا؛ يرغبُ الطالبُ في حفظِهِ لِقِلَةِ لفظِهِ، ويَنْشَرِحُ صدرُهُ للأخذ بِحِكْمَةِ حُكمِهِ لصغر حجمِهِ، ويُرْبَحُ كلفة ترجيح أحد أقوال العلماء والانتصار لفلانٍ وفلانٍ من الفقهاءِ، فيقول: قال الله وقال الرسول ^{(ق٢/ ١)} وناهيك بما في ذلك من إدراك السؤال، فاستخرت الله- تعالى- في ذلك، وافتتحتُ كل بابٍ بآيةٍ فَصَاعِدًا من الكتابِ العزيز تتعلق بأحكامِهِ، وتشهد بتهذيبه وإِحكامِهِ، وتوخيتُ قصار الأخبار طلبًا للاختصار.

وعزوت كل حديثٍ إلى من رواه من الأئمة، وربما حذفتُ من الحديث قصةً غير مُهِمَّة.