نادى الطلاب على صف الأساقفة الذين كانوا يقفون خلفه، وهم يجلسون على مقاعدهم أيضا. كانوا يستمتعون بمهرجان المهرجين؛ فهو اليوم الوحيد في العام الذي كان الطلاب يفرضون فيه سيطرتهم على الشوارع؛ يمزحون ويضحكون ويثيرون المشكلات دون أن يكون لذلك عواقب كبيرة.
وأعلن الحاجب حضور دوق النمسا وثمانية وأربعين من رجاله! وكان على المسكين إعلان اسم كل منهم ومنصبه أثناء جلوسهم على المقاعد. بدوا جميعا متشابهين بقبعاتهم المخملية السوداء ووجوههم الهادئة. وحاول أن يدخل مع الدوق رجل ذو وجه ضاحك يرتدي صدرية جلدية غريبة بدت شاذة وسط الأقمشة الحريرية والمخملية التي ملأت المكان.
أوقفه الحاجب قائلا: «لا يمكنك الدخول هكذا.»
قال الرجل ذو الصدرية الجلدية: «أنا جاك كوبينول، حائك الدوق.»
انزعج الحاجب؛ فقد بح صوته إثر مناداته على هذا العدد الكبير من الأسماء. ولم يكن الحائك أحد النبلاء، لكنه أعلن: «السيد جاك كوبينول، حائك.»
صارت شرفة المسرح ممتلئة الآن عن آخرها بذوي المقام الرفيع. وحاول بيير مستميتا أن يستمر عرض المسرحية أثناء دخول الجميع، لكنه لم يفلح. لكن في نهاية الأمر بدا أن الجميع هدءوا.
هز بيير رأسه، وغطى فمه وصاح بأعلى صوته: «لتبدأ المسرحية! هيا، لتبدأ المسرحية!»
قال جيون: «ما الذي يحدث بحق الجحيم؟ لقد شاهدنا بالفعل نصف المسرحية، وهم يريدون بدءها من جديد؟ نحن لن نقبل بذلك، أليس كذلك؟»
سأل الكاردينال الحاجب عن سبب الضوضاء، فأوضح له أن المسرحية كانت قد بدأت بالفعل.
ضحك الكاردينال وصاح: «قل لهم أن يستكملوا ما بدءوه، فلن يشكل الأمر فارقا.»
अज्ञात पृष्ठ