صاحت إزميرالدا: «كان يجب أن تنتظر طوال الليل! ارحل الآن! هيا اذهب!»
شعرت إزميرالدا باستياء شديد من كوازيمودو. ولم يرد هو أن يزيد غضبها، فابتعد عن طريقها. عندما تستيقظ كل يوم تجد إفطارها جاهزا أمامها. افتقدت إزميرالدا كوازيمودو، لكن من كانت ترغب في التحدث إليه هو فيبس. قضت ساعات في نافذتها الصغيرة تراقب المنزل الموجود بالجانب الآخر من الشارع.
في تلك الأثناء كان كلود فرولو قد أغلق بابه أمام الجميع. حبس نفسه في غرفته مع كتبه وجرعاته الدوائية. وما كان ليفتح الباب لأحد، ولو كان أخاه. كان يفكر في إزميرالدا ليل نهار. وصل غضبه منها في إحدى الليالي ما جعله يرتدي عباءته ويعلق مفاتيحه بجانبه ويترك معتزله السري.
حدث كلود فرولو نفسه: «لقد دمرت حياتي.»
كانت إزميرالدا نائمة في غرفتها، وأيقظها صوت فتح الباب، فأحكمت إغماض عينيها، وهي تفكر: «لا بد أنه القس، فما كان كوازيمودو ليدخل غرفتي أبدا دون أن يطرق الباب.»
صاحت إزميرالدا: «اخرج من هنا! ابتعد عني!»
أمسك كلود فرولو بذراعيها، وقال: «حان الوقت لتأتي معي، سألقنك درسا. لقد سحرتني أيتها الساحرة.»
صاحت: «لا! لا!»
ثغت دجالي، ودفعت إزميرالدا كلود فرولو بعيدا، ونفخت بقوة في الصفارة الفضية التي أعطاها إياها كوازيمودو. فجأة، شعر كلود فرولو بيد شديدة البأس تسحبه بعيدا عن الفتاة الغجرية. كان ذلك كوازيمودو! بدأ الاثنان يتعاركان، ولم يدرك كوازيمودو أن من يتعارك معه هو كلود فرولو إلى أن انعكس ضوء القمر على وجهه.
توقف كوازيمودو عن القتال في الحال، وقال: «كلود فرولو، أنا آسف للغاية.» ركله القس مرة أخرى، لكنهما كانا قد وصلا في ذلك الوقت إلى الرواق ، وإزميرالدا أغلقت باب غرفتها. نزل كلود فرولو مترنحا على درجات السلم، وأخذ يفكر: «لم ينته الأمر بعد، سأنتقم منها جزاء ما فعلته بي.»
अज्ञात पृष्ठ