Ahadith Waridah Muqayyadah bi Adbar as-Salawat fi Kutub as-Sunnah Jama'an wa Dirasatan
الأحاديث الواردة المقيدة بأدبار الصلوات في كتب السنة جمعا ودراسة
शैलियों
الأحاديث الواردة المقيدة بأدبار الصلوات في كتب السنة جمعا ودراسة
إعداد/ الدكتور غالب بن محمد أبو القاسم الحامضي/
أستاذ مشارك بقسم الكتاب والسنة
كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
فإن البحث يتلخص فيما يلي
- أهمية الدعاء والأذكار في حياة المسلم وضرورة معرفة الأحاديث الواردة منها وتمييز صحيحها من سقيمها، خاصة فيما يتعلق بأدبار الصلوات
- كلمة (دبر الصلاة) شاملة لما قبل السلام وبعد السلام، فإن كانت تتعلق بالدعاء فأكثرها يدل على أن المراد آخر الصلاة قبل السلام، وإن كانت تتعلق بالأذكار فمعناه بعد السلام.
- مجموع الأحاديث الواردة في هذا البحث اثنان وأربعون حديثا
المقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإن المسلم يحرص على إتباع النبي ﷺ في عباداته كلها، وإن من تلك العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه الدعاء والأذكار، والدعاء من أهم أركان العبادة بل هو العبادة، كما قال النبي ﷺ: (الدعاء هو العبادة) والدعاء شأنه عظيم كيف لا وهو سلاح المؤمن، وخير وسيلة لقضاء الحاجات، وكشف الكر بات، ودفع الملمات، لا غنى لغني ولا لفقير عنه، ولذلك أمر الله جميع عباده بأن يدعوه فقال عز من قائل: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (١) وخير الدعاء وأفضله وأكمله ما دعا به النبي ﷺ، وكذلك الأذكار شأنها عظيم، وفضلها كبير، وهي الحصن الحصين للمسلم من كيد الشيطان ووسوسته، وإن من هذه الأذكار والأدعية أذكارا وأدعية واردة في دبر الصلاة. ولأهمية هذه الأذكار والأدعية المأثورة عن النبي ﷺ الواردة في أدبار الصلاة، ولجهل بعض الناس بها، ولمعرفة المراد بدبر الصلاة، أردت الكتابة فيها وإفرادها ببحث سميته (الأحاديث الواردة المقيدة بأدبار الصلوات في كتب السنة جمعا ودراسة) _________ (١) - سورة غافر آية (٦٠)
المقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإن المسلم يحرص على إتباع النبي ﷺ في عباداته كلها، وإن من تلك العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه الدعاء والأذكار، والدعاء من أهم أركان العبادة بل هو العبادة، كما قال النبي ﷺ: (الدعاء هو العبادة) والدعاء شأنه عظيم كيف لا وهو سلاح المؤمن، وخير وسيلة لقضاء الحاجات، وكشف الكر بات، ودفع الملمات، لا غنى لغني ولا لفقير عنه، ولذلك أمر الله جميع عباده بأن يدعوه فقال عز من قائل: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (١) وخير الدعاء وأفضله وأكمله ما دعا به النبي ﷺ، وكذلك الأذكار شأنها عظيم، وفضلها كبير، وهي الحصن الحصين للمسلم من كيد الشيطان ووسوسته، وإن من هذه الأذكار والأدعية أذكارا وأدعية واردة في دبر الصلاة. ولأهمية هذه الأذكار والأدعية المأثورة عن النبي ﷺ الواردة في أدبار الصلاة، ولجهل بعض الناس بها، ولمعرفة المراد بدبر الصلاة، أردت الكتابة فيها وإفرادها ببحث سميته (الأحاديث الواردة المقيدة بأدبار الصلوات في كتب السنة جمعا ودراسة) _________ (١) - سورة غافر آية (٦٠)
1 / 1
وشرطي في هذا البحث أني لا أتناول بالجمع والدراسة إلا ما ورد النص فيه مقيدا بكلمة (دبر الصلاة) أو (دبر كل صلاة) أو (دبر الصلوات) أو (دبر صلاة) أما ما كان صريحا بقبل السلام أو بعد السلام فلا أذكره لوضوحه، وقد سرت في بحثي هذا على المنهج التالي:
١ - أذكر الرواية الوارد فيها اللفظ الواضح في دلالته لموضوع البحث وأذكر راويه من الصحابة وأحيانا اذكر الراوي عنه من التابعين.
٢ - عزوت الرواية إلى من أخرجها من الأئمة فإن كانت في الصحيحين أو في أحدهما اكتفيت بذلك، وإن لم يكن فيهما أقدم السنن الأربعة على غيرها من الكتب الحديثية.
٣ - عند التخريج أذكر إسناد الحديث من ملتقى الطرق (مدار الأسانيد) إلى الصحابي راوي الحديث، وأحذف ما قبله من الأسانيد بعد دراستها كما هو معروف عند أهل الصنعة كابن الملقن والزيلعي وابن حجر.
٤ - ترجمت لكل راو تدعو الحاجة إلى ترجمته خاصة من يكون مدار الحديث عليه.
٥ - حكمت على الأسانيد بعد دراستها والنظر في رواتها وأنقل ما وقفت عليه من أقوال أهل العلم في الحكم، إلا إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما
٦ - شرحت الكلمات الغريبة.
وقد قسمت البحث إلى مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة وفهارس.
المقدمة: فيها أهمية الموضوع، والتمهيد: فيه معنى (دبر الصلاة) وفوائد تتعلق بالأذكار.
والفصل الأول: فيه الأحاديث المقيدة بأدبار الصلاة والتي يكون موضعها قبل السلام.
والفصل الثاني: فيه الأحاديث المقيدة بأدبار الصلاة والتي يكون موضعها بعد السلام.
الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث.
تمهيد: في معنى (دبر الصلاة) في الأحاديث قال ابن فارس: (دبر) الدال والباء والراء أصل هذا الباب .... وهو آخر الشيء وخلفه خلاف قبله (١) وقال ابن منظور: الدبر والدبر نقيض القبل، ودبر كل شيء عقبه، ومؤخره، وجمعهما أدبار، .... والدبر خلاف القبل ودبر الشهر آخره (٢)، وقال ابن قتيبة: دبر الصلاة: آخرها، ودبر البيت وكل شيء: مؤخرة (٣). _________ (١) - (مقاييس اللغة٢/ ٣٢٤) (٢) - (لسان العرب٢/ ٣٢٤) (٣) - غريب الحديث٢/ ٢٧٢
تمهيد: في معنى (دبر الصلاة) في الأحاديث قال ابن فارس: (دبر) الدال والباء والراء أصل هذا الباب .... وهو آخر الشيء وخلفه خلاف قبله (١) وقال ابن منظور: الدبر والدبر نقيض القبل، ودبر كل شيء عقبه، ومؤخره، وجمعهما أدبار، .... والدبر خلاف القبل ودبر الشهر آخره (٢)، وقال ابن قتيبة: دبر الصلاة: آخرها، ودبر البيت وكل شيء: مؤخرة (٣). _________ (١) - (مقاييس اللغة٢/ ٣٢٤) (٢) - (لسان العرب٢/ ٣٢٤) (٣) - غريب الحديث٢/ ٢٧٢
1 / 2
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما لفظ دبر الصلاة فقد يراد به آخر جزء منه وقد يراد به ما يلي آخر جزء منه كما في دبر الإنسان فإنه آخر جزء منه ومثله لفظ العقب قد يراد به الجزء المؤخر من الشيء كعقب الإنسان وقد يراد به ما يلي ذلك، فالدعاء المذكور في دبر الصلاة إما أن يراد به آخر جزء منها ليوافق بقية الأحاديث أو يراد به ما يلي آخرها، ويكون ذلك ما بعد التشهد كما سمي ذلك قضاء للصلاة وفراغا منها حيث لم يبق إلا السلام المنافي للصلاة أو يكون مطلقا أو مجملا وبكل حال فلا يجوز أن يخص به ما بعد السلام لأن عامة الأدعية المأثورة كانت قبل ذلك. مجموع الفتاوى (١)
وقال أيضا: ولفظ (دبر الصلاة) قد يراد به آخر جزء من الصلاة كما يراد بدبر الشيء مؤخره وقد يراد به ما بعد انقضائها كما في قوله - تعالى -) (وأدبار السجود) (٢) وقد يراد به مجموع الأمرين. (٣) وقال ابن القيم: ودبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده، وكان شيخنا_يعني ابن تيمية_ يرجح أن يكون قبل السلام فراجعته فيه فقال: دبر كل شيء منه كدبر الحيوان (٤)
قلت: وهذا يخالف ما نقلته عنه في الموضع الثاني، فلعل له قولين، أو أنه تراجع عما نقله عنه ابن القيم.
قال الشيخ ابن باز ﵀: دبر الصلاة يطلق على معنيين: أحدهما: آخر الصلاة يعني قبل السلام، والآخر: بعد السلام (٥)
وذلك حسب سياق الأحاديث، فإن كانت تتعلق بالدعاء فأكثرها يدل على أن المراد آخر الصلاة قبل السلام، وأما إن كانت_الأحاديث الواردة دبر الصلاة_ تتعلق بالأذكار، فمعناه بعد السلام.
لكن الحافظ ابن حجر يرى أن المراد بدبر الصلاة في الأحاديث بعد السلام سواء كانت تتعلق بالأذكار أو بالدعاء فكلها محلها بعد الصلاة ولذلك قال:
(فان قيل: المراد بدبر كل صلاة قرب آخرها وهو التشهد، قلنا: قد ورد الأمر بالذكر دبر كل صلاة، والمراد به بعد السلام إجماعا فكذا هذا حتى يثبت ما يخالفه) (٦) وقال في موضع آخر (وزعم بعض الحنابلة أن المراد بدبر الصلاة ما قبل السلام، وتعقب بحديث (ذهب أهل الدثور)، فإن فيه تسبحون دبر كل صلاة، وهو بعد السلام جزما فكذلك ما شابهه) (٧)
_________
(١) - (٢/،٤٧٠،٤٧١)
(٢) - (ق ٤٠)
(٣) - مجموع الفتاوى (٢٢/ ٥١٦)
(٤) - (زاد المعاد١/ ٣٠٥)
(٥) - (تحفة لإخوان بأجوبة مهمة تعلق بأركان الإسلام ص ١٢٨_١٣٠
(٦) - فتح الباري١١/ ١٣٣)
(٧) - الفتح٢/ ٣٣٥)
1 / 3
وأحيانا يطلق الدبر ويقيد بموضع ما بعد الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة كما في حديث ابن عَبَّاسٍ قال: قَنَتَ رسول اللَّهِ ﷺ شَهْرًا مُتَتَابِعًا في الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، في دُبُرِ كل صَلَاةٍ، إذا قال: سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ، من الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو على أَحْيَاءٍ من بَنِي سُلَيْمٍ، على رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ من خَلْفَهُ. (١)
وخلاصة القول: أن المراد بدبر الصلاة بعد السلام إذا كان سياق الأحاديث في الذكر من تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وإذا كان السياق في الدعاء فغالبه قبل السلام.
ولا شك أن الدعاء في الصلاة أولى لأنه في حال مناجاة الرب سبحانه، قال شيخ الإسلام: (وذلك لأن المصلى يناجى ربه فإذا سلم انصرف عن مناجاته ومعلوم أن سؤال السائل لربه حال مناجاته هو الذي يناسب دون سؤاله بعد انصرافه، كما أن من كان يخاطب ملكا أو غيره فإن سؤاله وهو مقبل على مخاطبته أولى من سؤاله له بعد انصرافه) (٢) وقال في موضع آخر (الأحاديث المعروفة في الصحاح والسنن والمساند تدل على أن النبي ﷺ كان يدعو في دبر صلاته قبل الخروج منها وكان يأمر أصحابه بذلك ويعلمهم ذلك) (٣)
ومع ذلك فإن الدعاء مشروع بعد السلام وقد ثبت أنه ﷺ يدعو بعد الصلاة لكن بصيغة الإفراد ولم يكن الدعاء جماعيا (٤).
_________
(١) - أخرجه أبو داود واللفظ له (٢/ ٦٨) رقم (١٤٤٣) واحمد في المسند (١/ ٣٠١) رقم (٢٧٤٦) وابن خزيمة في صحيحه (١/ ٣١٣) رقم (٦١٨) وابن الجارود في المنتقى (١/ ٦٠) رقم (١٩٨) والحاكم في المستدرك (١/ ٣٤٨) رقم (٨٢٠) والبيهقي في الصغرى (١/ ٢٧٢) رقم (٤٤٢) والكبرى (٢/ ٢١٢) رقم (٢٩٧١) والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) (١/ ٣١٦) كلهم من طريق ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة. وثابت هذا هو: ابن يزيد الأحول ثقة ثبت (التقريب (٨٣٤) وهلال هو: ابن خباب العبدي صدوق تغير بآخره (التقريب٧٣٣٤) وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٦٢٨): (قال الحافظ أبو بكر الحازمي هذا حديث حسن وكذا قال المنذري في كلامه على أحاديث المهذب وقال النووي إسناده حسن أو صحيح)
(٢) - (مجموع الفتاوى٢٢/ ٥١٣_٥١٤)
(٣) - (٢٢/ ٤٩٢)
(٤) - الأحاديث الواردة في الدعاء بعد التشهد وقبل السلام ص١٤٤
1 / 4
(، وقد بوب الإمام البخاري في كتاب الدعوات بـ (باب الدعاء بعد الصلاة) (١)
قلت: ومن ذلك الحديث الذي أخرجه بن حبان في صحيحه بإسناد صحيح (٢) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدَّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ)
ووجه الشاهد من الحديث قوله (إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ وَسَلَّمَ)
فائدة في صفة عدد الأذكار:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والأذكار التي كان النبي ﷺ يعلمها المسلمين عقيب الصلاة أنواع أحدها: إنه يسبح ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويكبر ثلاثا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، ويقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والثاني: يقولها خمسا وعشرين ويضم إليها لا إله إلا الله، والثالث: يقول الثلاثة: ثلاثا وثلاثين، وهذا على وجهين أحدهما أن يقول كل واحدة ثلاثا وثلاثين، وهذا الرابع، والخامس: يكبر أربعا وثلاثين ليتم مائة. والسادس: يقول الثلاثة عشرا عشرا.
فهذا هو الذي مضت به سنة رسول الله ﷺ. (٣) وقال أيضا: والمأثور ستة أنواع:
أحدها: أنه يقول هذه الكلمات عشرا عشرا عشرا فالمجموع ثلاثون.
والثاني: أن يقول كل واحدة إحدى عشر، فالمجموع ثلاث وثلاثون.
والثالث: أن يقول كل واحدة ثلاثا وثلاثين، فالمجموع تسع وتسعون.
والرابع: أن يختم ذلك بالتوحيد التام فالمجموع مائة.
والخامس: ان يقول كل واحد من الكلمات الأربع خمسا وعشرين فالمجموع مائة (٤) قلت: ولم يذكر شيخ الإسلام إلا خمسة أنواع مع أنه قال والمأثور ستة أنواع فلعل السادس غفل عنه أو سقط من النساخ.
_________
(١) - الصحيح ٥/ ٢٣٣١)
(٢) - ٥/ ٣٧٢رقم ٢٠٢٥
(٣) - (الفتاوى الكبرى١/ ٢٠١،٢٠٠)
(٤) - (مجموع الفتاوى٢٢/ ٥١٦،٥١٥)
١٨ - ... شرح مسلم ٥/ ٩٣
1 / 5
وذكر النووي في كيفية عد هذه الكلمات: (أن أبا صالح رحمه الله تعالى قال يقول: الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة، وذكر بعد هذه الأحاديث من طرق غير طريق أبي صالح وظاهرها أنه يسبح ثلاثا وثلاثين مستقلة ويكبر ثلاثا وثلاثين مستقلة ويحمد كذلك وهذا ظاهر الأحاديث قال القاضي عياض: وهو أولى من تأويل
أبي صالح) ١٨وقال بن حجر: (ورجح بعضهم الجمع للإتيان فيه بواو العطف، والذي يظهر أن كلا من الأمرين حسن إلا أن الإفراد يتميز بأمر آخر وهو أن الذاكر يحتاج إلى العدد وله على كل حركة لذلك سواء كان بأصابعه أو بغيرها ثواب لا يحصل لصاحب الجمع منه إلا الثلث) (١)
_________
(١) - الفتح ٢/ ٣٢٩
مسألة: هل يلزم الترتيب في التسبيح والتحميد والتكبير أم لا؟ الذي يظهر - وذلك بعد النظر في الروايات - أنه لا يلزم الترتيب في ذلك. قال الحافظ: قوله: (تسبحون وتحمدون وتكبرون) كذا وقع في أكثر الأحاديث تقديم التسبيح على التحميد وتأخير التكبير، وفي رواية بن عجلان تقديم التكبير على التحميد خاصة، وفيه أيضا قول أبي صالح يقول: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ومثله لأبي داود من حديث أم الحكم، وله من حديث أبي هريرة تكبر وتحمد وتسبح، وكذا في حديث بن عمر، وهذا الاختلاف دال على أن لا ترتيب فيها، ويستأنس لذلك بقوله في حديث الباقيات الصالحات: (لا يضرك بأيهن بدأت) لكن يمكن أن يقال: الأولى البداءة بالتسبيح لأنه يتضمن نفى النقائص عن الباري ﷾، ثم التحميد لأنه يتضمن إثبات الكمال له إذ لا يلزم من نفى النقائص إثبات الكمال، ثم التكبير إذ لا يلزم من نفى النقائص وإثبات الكمال أن يكون هناك كبير آخر، ثم يختم بالتهليل الدال على انفراده ﷾ بجميع ذلك. (١) _________ (١) - الفتح٢/ ٣٢٨
الفصل الأول: الأحاديث المقيدة بأدبار الصلاة قبل السلام
مسألة: هل يلزم الترتيب في التسبيح والتحميد والتكبير أم لا؟ الذي يظهر - وذلك بعد النظر في الروايات - أنه لا يلزم الترتيب في ذلك. قال الحافظ: قوله: (تسبحون وتحمدون وتكبرون) كذا وقع في أكثر الأحاديث تقديم التسبيح على التحميد وتأخير التكبير، وفي رواية بن عجلان تقديم التكبير على التحميد خاصة، وفيه أيضا قول أبي صالح يقول: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ومثله لأبي داود من حديث أم الحكم، وله من حديث أبي هريرة تكبر وتحمد وتسبح، وكذا في حديث بن عمر، وهذا الاختلاف دال على أن لا ترتيب فيها، ويستأنس لذلك بقوله في حديث الباقيات الصالحات: (لا يضرك بأيهن بدأت) لكن يمكن أن يقال: الأولى البداءة بالتسبيح لأنه يتضمن نفى النقائص عن الباري ﷾، ثم التحميد لأنه يتضمن إثبات الكمال له إذ لا يلزم من نفى النقائص إثبات الكمال، ثم التكبير إذ لا يلزم من نفى النقائص وإثبات الكمال أن يكون هناك كبير آخر، ثم يختم بالتهليل الدال على انفراده ﷾ بجميع ذلك. (١) _________ (١) - الفتح٢/ ٣٢٨
الفصل الأول: الأحاديث المقيدة بأدبار الصلاة قبل السلام
1 / 6
في هذا الفصل ذكرت الأحاديث التي ترجح عندي أنها تقال قبل السلام وذلك لورود روايات أخرى وقرائن تبين أن المراد بدبر الصلاة قبل السلام ولقول ابن القيم ﵀ (وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها ﷺ فيها وأمر بها فيها وهذا هو اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة،فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه ثم يسأله إذا انصرف عنه ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي (١)
(١) عن عَمْرَو بن مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ قال: كان سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كما يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ وَيَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ (اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ). (٢)
قلت: والذي يرجح أن المراد بدبر الصلاة قبل السلام ما ورد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع ... الحديث) أخرجه البخاري (٣/ ٢٤١رقم ١٣٧٧) ومسلم (١/ ٤١٢رقم ٥٨٨)
_________
(١) -زاد المعاد (١/ ٢٥٧)
(٢) - أخرجه البخاري (٣/ ١٠٣٨) رقم٢٦٦٧باب ما يتعوذ من الجن
1 / 7
(٢) عن مُسْلِمِ بن أبي بَكْرَةَ قال: كان أبي يقول في دُبُرِ الصَّلَاة): اللهم أني أَعُوذُ بِكَ من الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ) فَكُنْتُ أَقُولُهُنَّ فقال أبي: أَيْ بُنَيَّ، عَمَّنْ أَخَذْتَ هذا؟ قلت: عَنْكَ قال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان يَقُولُهُنَّ في دُبُرِ الصَّلَاةِ. ... (١)
_________
(١) - أخرجه النسائي (المجتبى) رقم (١٣٤٧) واللفظ له وفي الكبرى (١/ ٤٠٠رقم١٢٧٠) والبزار في المسند (٩/ ١٢٦رقم٣٦٧٥) كلهم عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن عثمان الشحام عنه. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (١/ ٣٦٧رقم٧٤٧) من طريق محمد بن إسماعيل الأحمسي عن وكيع عن عثمان الشحام عنه. وهذا سند حسن عمرو بن علي هو الفلاس ثقة حافظ (التقريب٥٠٨١) ويحيى بن سعيد هو القطان ثقة متقن حافظ إمام قدوة (التقريب٧٥٥٧) وعثمان الشحام العدوي لا بأس به (التقريب٤٥٣١) ومسلم بن أبي بكرة الثقفي صدوق (التقريب٦٦١٧) وأخرجه النسائي (المجتبى) (٨/ ٢٦٢ رقم٥٤٦٥) وفي الكبرى (٤/ ٤٥١رقم٧٨٩٨) والطبراني في تهذيب الآثار (٢/ ٥٨٧رقم٨٧٦) من طريق ابن أبي عدي وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (١/ ٣٦٧رقم٧٤٧) من طريق محمد بن إسماعيل الأحمسي عن وكيع وأحمد في المسند (٢/ ٣٩رقم٢٠٤٢٥ عن وكيع و(٥/ ٤٤رقم٢٠٤٦٥) عن روح. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ١٨رقم٢٩١٣٨) عن وكيع. والحاكم في المستدرك (١/ ٣٨٣رقم٩٢٧) من طريق أبي عاصم. وأخرجه البيهقي في الدعوات (٢/ ٦٠رقم٢٩٤) من طريق روح بن عبادة كلهم عن عثمان الشحام عنه به وروح بن عبادة أبو محمد البصري ثقة فاضل (التقريب١٩٦٢) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
1 / 8
(٣) عن زَيْدِ بن أَرْقَمَ قال: سمعت نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ يقول وقال سُلَيْمَانُ: كان رسول اللَّهِ ﷺ يقول في دُبُرِ صَلَاتِهِ (اللهم رَبَّنَا وَرَبَّ كل شَيْءٍ أنا شَهِيدٌ أَنَّكَ أنت الرَّبُّ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لك، اللهم رَبَّنَا وَرَبَّ كل شَيْءٍ أنا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، اللهم رَبَّنَا وَرَبَّ كل شَيْءٍ أنا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ، اللهم رَبَّنَا وَرَبَّ كل شَيْءٍ اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لك وَأَهْلِي في كل سَاعَةٍ في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ اسْمَعْ وَاسْتَجِبْ الله أَكْبَرُ الْأَكْبَرُ، اللهم نُورَ السماوات وَالْأَرْضِ قال سُلَيْمَانُ بن دَاوُدَ: رَبَّ السماوات وَالْأَرْضِ الله أَكْبَرُ الْأَكْبَرُ، حَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ الله أَكْبَرُ الْأَكْبَرُ. ... (١)
_________
(١) - أخرجه أبو داود واللفظ له (٢/ ٨٣رقم١٥٠٨) عن مسدد وسليمان بن داود، ومن طريقه أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (١/ ٧٣رقم٩٤).وأخرجه النسائي في الكبرى (٦/ ٣٠رقم٩٩٢٩) عن محمد بن عبد الأعلى، وأحمد في المسند (٤/ ٣٦٩رقم١٩٣١٢) عن إبراهيم بن مهدي، وأبو يعلى في المسند (١٣/ ١٧٨رقم٧٢١٦) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، والطبراني في الكبير (٥/ ٢١٠رقم٥١٢٢) كلهم عن المعتمر بن سليمان، عن داود الطفاوي، عن أبي مسلم البجلي عنه. وهذا الإسناد ضعيف، داود بن راشد الطفاوي ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حجر: لين الحديث (تهذيب الكمال٨/ ٣٨٦رقم١٧٥٧) و(التقريب ١٧٨٣) وأبو مسلم البجلي مقبول (التقريب٨٣٦٥)
1 / 9
(٤) عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَخَذَ بيده، وقال: (يا مُعَاذُ والله إني لَأُحِبُّكَ والله إني لَأُحِبُّكَ)، فقال: (أُوصِيكَ يا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ تَقُولُ: اللهم أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عبد الرحمن. (١)
قلت: والذي يرجح أن المراد بدبر الصلاة بعد التشهد وقبل السلام رواية النسائي من طريق عبد الله بن وهب قال: سمعت حيوة يحدث عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ ولم يقيده بدبر الصلاة وإنما فيه (فلا تدع أن تقول في كل صلاة) المجتبى (٣/ ٥٣رقم ١٣٠٣) وكذلك رواية أحمد في المسند (فإني أوصيك بكلمات تقولهن في كل صلاة) (٥/ ٢٤٧رقم ٢٢١٧٩) فظهر من رواية (في الصلاة) أن المراد برواية (دبر الصلاة) آخر الصلاة يعني بعد التشهد وقبل السلام.
_________
(١) - أخرجه أبو داود (٢/ ٨٦رقم١٥٢٢) واللفظ له، عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، والنسائي في الكبرى (٦/ ٣٢رقم٩٩٣٧) عن محمد بن عبد الله بن يزيد، وابن خزيمة في صحيحه (١/ ٣٦٩رقم٧٥١) من طريق محمد بن مهدي العطار، وعبد بن حميد في مسنده (١/ ٧١رقم١٢٠) وابن حبان في صحيحه (٥/ ٣٦٤رقم٢٠٢٠،٢٠٢١) من طريق إسحاق بن إبراهيم، والبيهقي في الصغرى (١/ ٢٧رقم رقم١٧)،وفي الدعوات الكبير (١/ ٨٦رقم٨٨) والحاكم في المستدرك (١/ ٤٠٧ رقم١٠١٠) من طريق عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٦٠رقم١١٠) عن بشر بن موسى، والبزار في مسنده (٧/ ١٠٤رقم٢٦٦١) عن سلمة بن شبيب والشاشي في مسنده (٣/ ٢٤٤رقم١٣٤٣» كلهم عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عنه به،،وهذا السند صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو عبد الرحمن الحبلي هو: عبد الله بن يزيد المعافري، والصنابحي هو: عبد الرحمن بن عسيلة. قال الزيلعي: قال النووي في الخلاصة: إسناده صحيح (نصب الراية٢/ ٢٣٥) وذكره علي القاري في المرقاة (٣/ ٢٨) ونقل تصحيح النووي أيضا.
1 / 10
(٥) عن عَائِشَةُ ﵂ قالت: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ من الْيَهُودِ فقالت: إِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ من الْبَوْلِ، فقلت: كَذَبْتِ. فقالت: بَلَى، إِنَّا لَنَقْرِضُ منه الْجِلْدَ، وَالثَّوْبَ، فَخَرَجَ رسول اللَّهِ ﷺ إلى الصَّلَاةِ وقد ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فقال: ما هذا، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قالت، فقال: (صَدَقَتْ، فما صلى بَعْدَ يَوْمِئِذٍ صَلَاةً إلا قال في دُبُرِ الصَّلَاةِ: رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَعِذْنِي من حَرِّ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ). (١)
قلت: والذي يرجح أن المراد بدبر الصلاة قبل السلام أنه ورد عند البخاري في صحيحه من حديث عائشة أن رسول الله ﷺ كان يدعو في الصلاة (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر) الحديث بنحو حديثها هذا وبوب عليه البخاري: باب الدعاء قبل السلام.
_________
(١) -أخرجه النسائي (المجتبى) (٣/ ٧٢رقم١٣٤٥) واللفظ له وفي الكبرى (١/ ٤٠٠رقم١٢٦٨) و(٦/ ٤٠رقم٩٩٦٦)
وأحمد في المسند (٦/ ٦١رقم٢٤٣٦٩) كلهم من طريق يعلى. والطبراني في الأوسط (٤/ ١٥٦رقم ٣٨٥٨) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، كلاهما عن قدامة
عن جسرة بنت دجاجة. وهذا الإسناد ضعيف، فيه قدامة هو: ابن عبد الله بن عبدة البكري العامري الذهلي أبو روح الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات (الثقات٧/ ٣٤٠) وقال بن حجر: مقبول (التقريب٥٥٢٧) (التهذيب٨/ ٣٢٦) وجسرة بنت دجاجة وثقها العجلي، وذكرها ابن حبان في الثقات، وقال البخاري: عندها عجائب، وقال الدار قطني: يعتبر بحديثها، وقال بن حجر: مقبولة. (معرفة الثقات ٢/ ٤٥٠، (التاريخ الكبير٢/ ٦٧،الثقات٤/ ١٢١،التقريب٨٥٥١،سؤالات البرقاني١/ ٢٠)
قلت: وأما عذاب القبر، فعند البخاري (٦٣٦٦) ومسلم (٩٠٣) من حديث عائشة قالت: دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما .... فقال: (صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها) فما رأيته بعد في صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.
1 / 11
(٦) عن أَبِى نَضْرَةَ قال كان بن عَبَّاسٍ على مِنْبَرِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَسَمِعْتُهُ يقول: ان نبي اللَّهِ ﷺ كان يَتَعَوَّذُ في دُبُرِ صلاته من أَرْبَعٍ يقول: (أَعُوذُ بِاللَّهِ من عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ من عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ من فِتْنَةِ الأَعْوَرِ الْكَذَّابِ) (١)
قلت: والحديث صحيح بدون تقييده بدبر الصلاة فقد أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ٤١٣رقم ٥٩٠ في المساجد باب ما يستعاذ منه في الصلاة وقال مسلم بعد ذكر الحديث بلغني أن طاووسا قال لابنه: أدعوت بها في صلاتك؟ فقال: لا. قال: أعد صلاتك. وأخرجه أبو داود في سننه (١/ ٦٠١رقم ٩٨٤) ولفظه (أنه كان يقول بعد التشهد ..)
_________
(١) - أخرجه أحمد في المسند (١/ ٢٩٢رقم٢٦٦٧) واللفظ له عن يُونُسُ وأيضا (١/ ٣٠٥رقم٢٧٧٩) عن يحيى بن إِسْحَاقَ والطبري في تهذيب الآثار () ٢/ ٥٧٩رقم٨٦٣) عن سفيان بن وكيع عن أبيه، (=)
والطبراني في الكبير (١٢/ ١٦٦رقم١٢٧٧٩) من طريق عَاصِمُ بن عَلِيٍّ وعبد الْغَفَّارِ بن دَاوُدَ أبي صَالِحٍ الْحَرَّانِيّ، والطيالسي في مسنده (١/ ٣٥٣رقم٢٧١٠) عن يونس عن أبي داود.
وعبد بن حميد في مسنده (١/ ٢٣٤رقم٧٠٧) عن أبي نعيم كلهم عن البراء بن عبد الله الغنوي، عن أبي نضرة عنه به. وهذا إسناد ضعيف فيه البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي وقد ينسب إلى جده ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وابن حجر وغيرهم (لسان الميزان٧/،١٨٣التقريب٦٤٩) وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي ثقة (التقريب٦٨٩٠)
1 / 12
(٧) عن شَدَّادِ بن أَوْسٍ قال قال رسول اللَّهِ ﷺ ما من رَجُلٍ يأوي إلى فِرَاشِهِ فيقرأ سُورَةً من كِتَابِ اللَّهِ ﷿ الا بَعَثَ الله ﷿ إليه مَلَكًا يَحْفَظُهُ من كل شيء يُؤْذِيهِ حتى يَهُبَّ مَتَى هَبَّ قال: وكان رسول اللَّهِ ﷺ يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ نَدْعُو بِهِنَّ في صَلاَتِنَا أو قال في دُبُرِ صَلاَتِنَا (اللهم اني أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ في الأَمْرِ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا، واستغفرك لِمَا تَعْلَمُ، وَأَسْأَلُكَ من خَيْرِ ما تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ من شَرِّ ما تَعْلَمُ) (١)
قلت: وقوله في الحديث (في صلاتنا) ترجح أن المراد بعد التشهد وقبل السلام.
(٨) عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة (اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال) (٢)
قلت: ويشهد لهذه الرواية وأنه مما يقال بعد التشهد وقبل السلام ما رواه مسلم في صحيحه (١/ ٤١٢رقم ٥٨٨) من حديث أبي هريرة وفيه (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع) وفي لفظ (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال)
_________
(١) - أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١٢٥ رقم: ١٧١٧٣) واللفظ له عن يَزِيدُ بن هَارُونَ ثنا أبو مَسْعُودٍ الجريري عن أبي الْعَلاَءِ بن الشِّخِّيرِ عَنِ الحنظلي وهذا الإسناد ضعيف، لجهالة الحنظلي، وأبو مسعود الجريري بضم الجيم _اسمه سعيد بن إياس البصري ثقة، اختلط قبل موته بثلاث سنين (التقريب٢٢٧٣) ويزيد بن هارون سمع منه بعد الاختلاط (الكواكب النيرات١/ ٣٥)
ومن طريقه أخرجه المقدسي في الترغيب في الدعاءرقم٨٥) قال: والسند ضعيف
(٢) - أخرجه أبو عوانة في مسنده (١/ ٥٥٦رقم ٢٠٧٨) عن عباس الدوري ويزيد بن سنان عن هارون بن إسماعيل عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، ويحيى بن أبي كثير وإن كان مدلسا إلا أنه في المرتبة الثانية التي احتمل الأئمة تدليسهم (طبقات المدلسين١/ ٣٦/٦٣)
1 / 13
(٩) عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ يدعو في دبر الصلاة (اللهم إني أعوذ بك من أولئك الأربع) (١)
(١٠) عن أبي أُمَامَةَ عَنِ النبي ﷺ قال: (من دَعَا بِهَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ في دُبُرِ كل صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ مِنِّي يوم الْقِيَامَةِ، اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ، واجعله في الْمُصْطَفَيْنِ مَحَبَّتَهُ، وفي الْعَالَمِينَ دَرَجَتَهُ، وفي الْمُقَرَّبِينَ ذِكْرَ دَارِهِ) (٢)
_________
(١) - أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٧٥رقم٦٤٠٠) عن محمد بن عمرو عن أبيه عن زهير عن محمد بن جحادة عن أبان بن أبي عياش عنه. وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه أبان بن أبي عياش فيروز البصري أبو إسماعيل العبدي متروك (التقريب١٤٢)
(٢) - أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٣٧رقم٧٩٢٦) عن الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثنا سَهْلُ بن عُثْمَانَ ثنا الْمُحَارِبِيُّ عن مُطَّرِحِ بن يَزِيدَ عن مُحَمَّدِ بن يَزِيدَ عن عِيسَى بن سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عنه، وهذا الإسناد ضعيف فيه مطرح - بضم أوله وتشديد ثانيه مفتوحا وكسر ثالثه ثم مهملة_ بن يزيد أبو المهلب الكوفي ضعيف (التقريب٦٧٠٤) والراوي عنه المحاربي وهو: عبد الرحمن بن محمد مدلس من المرتبة الثالثة وقد عنعن (طبقات المدلسين١/ ٣٧) وقال الهيثمي في المجمع: (١٠/ ١١٢) رواه الطبراني وفيه مطرح بن يزيد وهو ضعيف
ُالفصل الثاني: الأحاديث التي تقال بعد السلام (١) عن وَرَّادٍ مولى الْمُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ قال كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إلى مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفْيَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان يقول في دُبُرِ كل صَلَاةٍ إذا سَلَّمَ: (لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهم لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ). (١) _________ (١) - أخرجه البخاري واللفظ له (٥/ ٢٣٣٢رقم ٥٩٧١)، باب الدعاء بعد الصلاة.، ومسلم (١/ ٤١٥رقم ٥٩٣) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وصفته
ُالفصل الثاني: الأحاديث التي تقال بعد السلام (١) عن وَرَّادٍ مولى الْمُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ قال كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إلى مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفْيَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان يقول في دُبُرِ كل صَلَاةٍ إذا سَلَّمَ: (لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهم لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ). (١) _________ (١) - أخرجه البخاري واللفظ له (٥/ ٢٣٣٢رقم ٥٩٧١)، باب الدعاء بعد الصلاة.، ومسلم (١/ ٤١٥رقم ٥٩٣) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وصفته
1 / 14
(٢) عن أبي هُرَيْرَةَ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، قال: كَيْفَ ذَاكَ، قالوا: صَلَّوْا كما صَلَّيْنَا، وَجَاهَدُوا كما جَاهَدْنَا، وَأَنْفَقُوا من فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ وَلَيْسَتْ لنا أَمْوَالٌ، قال: (أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ من كان قَبْلَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ من جاء بَعْدَكُمْ، ولا يَأْتِي أَحَدٌ بِمِثْلِ ما جِئْتُمْ بِهِ إلا من جاء بمثله، تُسَبِّحُونَ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ عَشْرًا، وتَحْمَدُونَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُونَ عَشْرًا). (١)
(٣) ٌ عن أبي الزُّبَيْرِ قال: كان بن الزُّبَيْرِ يقول في دُبُرِ كل صَلَاةٍ حين يُسَلِّمُ: (لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ، لَا إِلَهَ إلا الله ولا نَعْبُدُ إلا إِيَّاهُ، له النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إلا الله مُخْلِصِينَ له الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) وقال: كان رسول اللَّهِ ﷺ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كل صَلَاةٍ. (٢)
(٤) عن كَعْبِ بن عُجْرَةَ عن رسول اللَّهِ ﷺ قال: (مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أو فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كل صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَة). (٣)
_________
(١) - أخرجه البخاري (٥/ ٢٣٣١) رقم (٥٩٧٠) بَاب الدُّعَاءِ بَعْدَ الصَّلَاةِ
(٢) - أخرجه مسلم (١/ ٤١٥) رقم (٥٩٤) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته
(٣) - أخرجه مسلم (١/ ٤١٨) رقم (٥٩٦) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته
1 / 15
(٥) ِ عن أبي هُرَيْرَةَ عن رسول اللَّهِ ﷺ (من سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وقال تَمَامَ الْمِائَةِ لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) (١)
(٦) عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال أبو ذَرٍّ يا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَصْحَابُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَلَهُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ يَتَصَدَّقُونَ بها وَلَيْسَ لنا مَالٌ نَتَصَدَّقُ بِهِ، فقال رسول اللَّهِ ﷺ: (يا أَبَا ذَرٍّ ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تُدْرِكُ بِهِنَّ من سَبَقَكَ، ولا يَلْحَقُكَ من خَلْفَكَ، إلا من أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ) قال: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ قال: (تُكَبِّرُ اللَّهَ ﷿ دُبُرَ كل صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَخْتِمُهَا بِلَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، له الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ له ذُنُوبُهُ وَلَوْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) (٢)
_________
(١) - أخرجه مسلم (١/ ٤١٨) رقم (٥٩٧) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته
(٢) - أخرجه أبو داود واللفظ له (٢/ ٨١رقم ١٥٠٤) وأحمد في المسند (٢/ ٢٣٨رقم٧٢٤٢) وابن حبان في صحيحه (٥/ ٣٨٥رقم٢٠١٥) والدا رمي في سننه (١/ ٣٦٠رقم ١٣٥٣) والطبراني في الأوسط (١/ ٩٨رقم٢٩٩) والبيهقي في الصغرى (١/ ٢٩١رقم٤٨٨) كلهم من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة عنه به، وهذا الإسناد حسن، رجاله ثقات سوى محمد بن أبي عائشة قال الحافظ لا بأس به (التقريب٥٩٩٠»
1 / 16
(٧) عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو عن النبي ﷺ قال: (خَصْلَتَانِ أو خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إلا دخل الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وخمسمائة في الْمِيزَانِ، وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَيَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ في الْمِيزَانِ) فَلَقَدْ رأيت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَعْقِدُهَا بيده، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، قال: (يَأْتِي أَحَدَكُمْ يَعْنِي الشَّيْطَانَ في مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ قبل أَنْ يَقُولَهُ وَيَأْتِيهِ في صَلَاتِهِ فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةً قبل أَنْ يَقُولَهَا) (١)
_________
(١) - أخرجه أبو داود (٤/ ٣١٦رقم٥٠٦٥) واللفظ له من طريق شعبة، والترمذي (٥/ ٤٧٨) رقم٣٤١٠) من طريق إسماعيل بن علية، والنسائي (المجتبى) (٣/ ٧٤رقم١٣٤٨) من طريق حماد، وفي الكبرى (١/ ٤٠١رقم١٢٧١) من طريق حماد أيضا، و(٦/ ٢٠٥رقم١٠٦٥٥) من طريق سفيان، وابن ماجه (١/ ٢٩٩رقم٩٢٦) من طريق إسماعيل بن علية ومحمد بن فضيل، وابن حبان في صحيحه (=) (٥/ ٣٥٤رقم٢٠١٢) من طريق جرير وابن علية، وأحمد في المسند (٢/ ١٦٠رقم٦٤٩٨) عن جرير و(٢/ ٢٠٤رقم٦٩١٠) من طريق شعبة، وعبد بن حميد في مسنده (١/ ١٣٩ رقم٣٥٦) من طريق معمر، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ٣٣رقم٢٩٢٦٤) عن ابن فضيل، وعبد الرزاق في المصنف (٢/ ٢٣٣رقم٣١٨٩) عن الثوري، والحميدي في مسنده (١/ ٢٥٦رقم٥٨٣) عن سفيان، والطبراني في الأوسط (٣/ ٢١٤رقم٢٩٥٣) من طريق مسعر بن كدام، والبزار في المسند (٦/ ٤٤٢رقم٢٤٧٩) من طريق جرير كلهم عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عنه به، وهذا الإسناد حسن فيه عطاء صدوق اختلط إلا أن من الرواة عنه هنا الثوري، وشعبة، وحماد بن زيد، وقد سمعوا منه قبل الاختلاط،
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة ثقة رجل صالح، وقال أبو طالب عن أحمد: من سمع منه قديما فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء، سمع منه قديما سفيان وشعبة، وسمع منه حديثا جرير وخالد وإسماعيل وعلي بن عاصم، وقال أحمد بن أبي نجيح عن بن معين: ليث بن أبي سليم ضعيف مثل عطاء بن السائب وجميع من سمع من عطاء سمع منه في الاختلاط إلا شعبة والثوري، وقال بن عدي: من سمع منه بعد الاختلاط في أحاديثه بعض النكرة وقال العجلي: كان شيخا ثقة قديما روى عن بن أبي أوفى، ومن سمع منه قديما فهو صحيح الحديث، منهم الثوري. وقال أبو حاتم: كان محله الصدق قبل أن يختلط، صالح مستقيم الحديث، ثم بآخره تغير حفظه، في حفظه تخاليط كثيرة، وقديم السماع من عطاء سفيان وشعبة. وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير، ورواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة. وقال أبو النعمان، عن يحيى القطان: سمع منه حماد بن زيد قبل أن يتغير (التهذيب٧/ ١٨٤)
1 / 17
(٨ (ِ عن أبي سَعِيدٍ عن النبي ﷺ قال: (من قال في دُبُرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، له الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، بيده الْخَيْرُ، وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ، كان كَعَتَاقِ رَقَبَةٍ من وَلَدِ إسماعيل) (١)
(٩) عن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ قال: (أَمَرَنِي رسول اللَّهِ ﷺ أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ) (٢)
_________
(١) - أخرجه ابن ماجه (٢/ ١٢٤٨رقم٣٧٩٩) عن أبي بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ عن بَكْرُ بن عبد الرحمن عن عِيسَى الْمُخْتَارِ عن مُحَمَّدِ بن أبي لَيْلَى عن عَطِيَّةَ العوفي عنه.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٤/ ١٢٩): هذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
قلت: ويشهد له حديث أبي أيوب الأنصاري الآتي برقم (١٧) فيكون حسنا لغيره
(٢) - أخرجه الترمذي (٥/ ١٧١رقم٢٩٠٣) واللفظ له عن قتيبة عن بن لهيعة عن يزيد بن حبيب
والنسائي (المجتبى) (٣/ ٦٨رقم١٣٣٦) وفي الكبرى (١/ ٣٩٧رقم ١٢٥٩) عن محمد بن سلمة عن بن وهب عن الليث عن حنين بن أبي حكيم، وأحمد (٤/ ١٥٥) ١٧٤٥٣ عن أبي عبد الرحمن عن سَعِيد يعني بن أبي أَيُّوبَ عن يَزِيد بن عبد الْعَزِيزِ الرعيني وأبي مَرْحُومٍ عن يزيد بن محمد القرشي
والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٩٤رقم٨١١) عن بِشْرُ بن مُوسَى عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن سَعِيدِ بن أبي أَيُّوبَ عن يَزِيد بن عبد الْعَزِيزِ الرُّعَيْنِيّ وأبي مَرْحُومٍ عبد الرَّحِيمِ بن مَيْمُونٍ، عن يَزِيدَ بن مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ ورقم (٨١٢) عن مُطَّلِبُ بن شُعَيْبٍ الأَزْدِيّ عن عبد اللَّهِ بن صَالِحٍ عن اللَّيْثُ عن حُنَيْنِ بن أبي حَكِيمٍ، وابن خزيمة في صحيحه (١/ ٣٧٢رقم ٧٥٥) ومن طريقه
ابن حبان في صحيحه (٥/ ٣٤٤رقم٢٠٠٤) - عن ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حُنَيْنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ،
والحاكم في المستدرك (١/ ٣٨٣رقم٩٢٩) عن أبي سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل عن عمر بن حفص السدوسي عن عاصم بن علي عن الليث بن سعد عن حنين بن أبي حكيم الأموي كلهم عن علي بن رباح عنه به ولفظ الطبراني في الموضع الثاني وابن حبان والحاكم (اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة) وعلي بن رباح هو اللخمي أبو عبد الله المصري ثقة (التقريب٤٧٣٢) وهذا الحديث صحيح لغيره بمجموع طرقه وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
1 / 18
(١٠) عن زَيْدِ بن ثَابِتٍ ﵁ قال: أُمِرْنَا أَنْ نُسَبِّحَ دُبُرَ كل صَلَاةٍ، ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَدَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنُكَبِّرَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، قال فَرَأَى رَجُلٌ من الْأَنْصَارِ في الْمَنَامِ فقال: أَمَرَكُمْ رسول اللَّهِ ﷺ أَنْ تُسَبِّحُوا في دُبُرِ كل صَلَاةٍ، ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُوا اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُوا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، قال، نعم. قال: فَاجْعَلُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَاجْعَلُوا التَّهْلِيلَ مَعَهُنَّ، فَغَدَا على النبي ﷺ فَحَدَّثَهُ فقال: (افْعَلُوا) (١)
(١١) عن أبي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: (من قال في دُبُرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وهو ثاني رِجْلَيْهِ قبل أَنْ يَتَكَلَّمَ، لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، له الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كتب له عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَتْ عنه عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ له عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وكان يَوْمَهُ ذلك في حِرْزٍ من كل مَكْرُوهٍ، وَحُرِسَ من الشَّيْطَانِ، ولم يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ في ذلك الْيَوْمِ إلا الشِّرْكَ بِاللَّهِ) (٢)
_________
(١) - أخرجه النسائي في الكبرى (١/ ٤٠١رقم١٢٧٣) عن موسى بن حزام الترمذي عن يحيى بن آدم عن بن إدريس والدارمي في سننه (١/ ٣٦٠رقم١٣٥٤) عن عُثْمَانُ بن عُمَرَ والنسائي (المجتبى) (٣/ ٧٦رقم١٣٥٠) عن مُوسَى بن حِزَامٍ التِّرْمِذِيُّ عن يحيى بن آدَمَ عن ابن إِدْرِيسَ والطبراني في الكبير٥/ ١٤٥رقم٤٨٩٨) عن إِدْرِيسُ بن جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ عن عُثْمَانُ بن عُمَرَ والنَّضْرُ بن شُمَيْلٍ َ وأحمد في مسنده (٥/ ١٩٠رقم٢١٧٠٢) عن رَوْحٌ، وعبد بن حميد في مسنده (١/ ١٠٩رقم٢٤٥) عن روح بن عبادة.
كلهم عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح عنه به وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات وقال الترمذي: هذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ
(٢) - أخرجه الترمذي واللفظ له (٥/ ٥١٥رقم٣٤٧٤) من طريق زيد بن أبي أنيسة.
والنسائي في الكبرى (٦/ ٣٧رقم٩٩٥٥) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، والبزار في مسنده (٩/ ٤٣٨رقم٤٠٥٠) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، والخطيب البغدادي في تاريخه (١٤/ ٣٤) من طريق زيد بن أبي أنيسة كلهم عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم به وهذا الإسناد ضعيف فيه شهر متكلم فيه (تهذيب التهذيب٤/ ٣٢٤) وضعفه الشيخ الألباني (ضعيف سنن الترمذي٦٨٨) وقال الترمذي: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ
1 / 19
(١٢) عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ ﷺ: (من سَبَّحَ في دُبُرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، وَهَلَّلَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ، غُفِرَتْ له ذُنُوبُهُ وَلَوْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحر) (١)
_________
(١) - أخرجه النسائي (المجتبى) (٣/ ٧٩رقم١٣٥٤) وفي الكبرى (١/ ٤٠٣رقم١٢٧٧) و(٦/ ٤١رقم٩٩٦٨)
وأبو الشيخ في أحاديث أبي الزبير (١/ ٩٩رقم١٤٣) كلهم عن أَحْمَدُ بن حَفْصِ بن عبد اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ قال حدثني أبي قال حدثني إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي بن طَهْمَانَ عن الْحَجَّاجِ بن الْحَجَّاجِ عن أبي الزُّبَيْرِ عن أبي عَلْقَمَةَ عنه. وأبو علقمة هو الفارسي المصري مولى بن هاشم ويقال حليف الأنصار ثقة (التقريب ٨٢٦٢) وهذا الإسناد حسن، لولا تدليس أبي الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس وقد عده ابن حجر في المرتبة الثالثة (طبقات المدلسين١/ ٤٥)
والحديث صحح إسناده الألباني (صحيح النسائي١٢٨٢)
1 / 20