الكرمة والبلوطة
زحفت الكرمة حتى بلغت سياج الحديقة، وبدأت تلف محاليقها
1
أو عنمها،
2
حول إحدى القوائم الخشبية التي كانت هناك.
وكانت بلوطة صغيرة قد نبتت وأورقت في الحقل خارج السياج، وبعيدة عنه، فنظرت إليها الكرمة، وخاطبت القائمة الخشبية قائلة: «ما أبهج منظرك وأفخمه بالنسبة إلى هذه البلوطة، التي على رغم كونها مكسوة بأوراق، فإن لون هذه الأوراق أخضر داكن، يقبض النفس، وأغصانها صلبة قاسية لا تصلح إلا للوقود، وإني لست أفهم علام تطعم الأرض مثل هذه النباتات العقيمة.
أما أنت فإنك ستصبحين باستقامة عودك، وجمال ما سأخلعه عليك من سربال ناضر منقطع النظير، قرة عيون الناظرين وبهجة خواطرهم.»
وحدث بعد أيام أن احتاج صاحب الحديقة إلى القائمة الخشبية، فنقلها إلى مكان بعيد، ثم نقل البلوطة إلى مكانها، حيث نمت وترعرعت، ومدت الكرمة محاليقها إلى أغصان البلوطة.
وكعادتها بدأت تطوقها بها، وتتملقها بأحسن وأبلغ ما تملقت به القائمة الخشبية من قبلها ...
अज्ञात पृष्ठ