343

आगानी

الأغاني

अन्वेषक

علي مهنا وسمير جابر

प्रकाशक

دار الفكر للطباعة والنشر

प्रकाशक स्थान

لبنان

غدوت يوما إلى أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة وهو محتل بالرحبة فألفيت عنده جماعة منا ومن غيرنا فأتاه آت فقال له ذاك النصيب منذ ثلاث بالفرش من ملل متلدد كأنه واله في أثر قوم ظاعنين فنهض أبو عبيدة ونهضنا معه فإذا نصيب على المنحر من صفر فلما عايننا وعرف أبا عبيدة هبط فسأله عن أمره فأخبره أنه تبع قوما سائرين وأنه وجد آثارهم ومحلهم بالفرش فاستولهه ذلك فضحك به أبو عبيدة والقوم وقالوا له إنما يهتر إذا عشق من انتسب عذريا فأما أنت فما لك ولهذا فاستحيا وسكن وسأله أبو عبيدة هل قلت في مقامك شعرا قال نعم وأنشد

( لعمري لئن أمسيت بالفرش مقصدا

ثوياك عبود وعدنة أو صفر )

( ففرع صبا أو تيمم مصعدا

لربع قديم العهد ينتكف الأثر )

( دعا أهله بالشام برق فأوجفوا

ولم أر متبوعا أضر من المطر )

( لتستبدلن قلبا وعينا سواهما

وإلا أتى قصدا حشاشتك القدر )

( خليلي فيما عشتما أو رأيتما

هل اشتاق مضرور إلى من به أضر )

( نعم ربما كان الشقاء متيحا

يغطي على سمع ابن آدم والبصر )

قال فانصرف به أبو عبيدة إلى منزله وأطعمه وكساه وحمله وانصرف وهو يقول

( أصاب دواء علتك الطبيب

وخاض لك السلو ابن الربيب )

( وأبصر من رقاك منفثات

وداؤك كان أعرف بالطبيب )

पृष्ठ 354