فولتني ظهرها متمتمة: ترى أين أنت يا عباس؟! •••
أين سرحان الهلالي؟ غادر مجلسه، ولكنه لم يرجع. لا يمكن أن ينام في دورة المياه. اللعب مستمر، وأنا أجمع نصيبي عقب كل دورة. أين حليمة؟ أما آن لها أن تقدم شيئا من الشراب؟ أتساءل: أين المدير؟
لم يجب أحد، كل مشغول بورقاته. ترى هل حدجني طارق بنظرة ساخرة؟! يجب أن تقدم حليمة شيئا من الشراب. - يا حليمة!
لا جواب؛ لن أتخلى عن موقعي، وإلا سرقت. - يا حليمة!
دوى صوتي عنيفا، جاءت بعد قليل. - أين كنت؟ - غلبني النوم. - أعدي شرابا ... وحلي محلي حتى أرجع.
غادرت حجرة اللعب، صادفت عباس في صالة الدور الأول؛ سألته: ماذا أيقظك في هذه الساعة؟ - أرق طارئ. - أرأيت سرحان الهلالي؟ - غادر البيت. - متى؟ - منذ قليل ... لا أدري بالضبط. - هل رأته أمك؟ - لا أدري!
لم ذهب؟ ... لماذا ينظر إلي الولد واجما؟ ... إني أشم رائحة غريبة. إني أي شيء، ولكني لست مغفلا. وعندما لم يبق في البيت إلا أعقاب السجائر والكئوس الفارغة، رمقت المرأة بنظرة طويلة، ثم سألتها: ماذا حدث من وراء ظهورنا؟
فرمقتني بازدراء، وتجاهلتني تماما، فعدت أسأل: عباس رأى؟
فلم تجب، وازددت غضبا ... فقلت: إنه هو الذي ألحقك بالعمل!
فضربت الأرض بقدمها، فقلت بسخرية: لا شيء بلا ثمن، هذا ما يهمني، أما أنت فلا تستحقين الغيرة!
अज्ञात पृष्ठ