मुहम्मदी सुन्नत पर प्रकाश

महमूद अबू रेया d. 1390 AH
140

मुहम्मदी सुन्नत पर प्रकाश

أضواء على السنة المحمدية

शैलियों

سمع الحديث عرف مخرجه من أين ، وإن لم يتكلم فيه الحفاظ وأهل النقد . فمن كانت أعماله خالصة لله موافقة للسنة ، ميز بين الاشياء كذبها وصدقها . . والله سبحانه وتعالى يلهم الصادق الذكى معرفة الصدق من الكذب ، كما في الحديث : " الصدق طمأنينة والكذب ريبة " وقال لوابصة : " استفت قلبك " ، وقد ترك النبي أمته على البيضاء ليلها كنهارها . . وكلام الرسول ولا ريب عليه جلالة وفيه فحولة ليست لغيره من الناس . . وقال ابن تيمية : القلب المعمور بالتقوى إذا رجح بمجرد رأيه فهو ترجيح شرعى . . . فمتى ما وقع عنده ، وحصل في قلبه ما يظن معه أن هذا الامر ، أو هذا الكلام أرضى لله ورسوله ، كان ترجيحا بدليل شرعى - والذين أنكروا كون الالهام ليس طريقا إلى الحقائق مطلقا ، اخطأوا . فإذا اجتهد العبد في طاعة الله وتقواه ، كان ترجيحه لما رجح أقوى من أدلة كثيرة ضعيفة ، فإلهام هذا دليل في حقه وهو أقوى من كثير من الاقيسة الضعيفة والموهومة ، والظواهر والاستصحابات الكثيرة التي يحتج بها كثير من الخائضين في المذاهب والخلاف وأصول الفقه . وقال عمر : " الحق آبلج لا يخفى عن فطن " ، وقال حذيفة بن اليمان : " إن في قلب المؤمن سراجا يزهر " ، وكلما قوى الايمان في القلب قوى انكشاف الامور له وعرف حقائقها من بواطلها ، وكلما ضعف الايمان ضعف الكشف ، وذلك مثل السراج القوى والسراج الضعيف في البيت المظلم . . وفي الصحيح عن النبي " قد كان في الامم قبلكم محدثون ، فإن يكن في أمتى منهم أحد فعمر " والمحدث هو الملهم المخاطب في سره ، وقد كان أبو سليمان الدارانى يسمى أحمد بن عاصم الانطاكي " جاسوس القلب " لحدة فراسته . . اه ما قلناه ملخصا من هذين الفصلين (1) . ومما يجب أن يكون من موازين الحديث الصحيح ألا يمجه الذوق السليم مثل حديث " الذباب " ، وألا يخالف أغراض الاسلام العليا التى ترمى إلى سعادة الانسان في الدينا والاخرة .

---

(1) ص 147 - 155 باختصار . (*)

--- [ 144 ]

पृष्ठ 143