--- ... الصفحة 48 ... ---
ولا يخفى ما نتج عن هذا العمل الصادر من ابي بكر الذي منع نقل الحديث تارة، واقدم على احراقه وابادته تارة اخرى على المسلمين والحفاظ والرواة من الاثارالسيئة والنتائج السلبية، ففي السنواث الثلاث من خلافة ابي بكر انكب المسلمون على تلاوة القرآن واكتفوا بها دون مراجعة التفسير والبيان، وتركوا نقل الحديث وكتابته، وبهذا تحقق ما اراده ابو بكر من حصر اهتمام المسلمين على الايات القرآنية فقط.
المنع في عهد عمر:
ففي السنوات العشر من عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي عرف بالخشونة والتصلب اشتد الوطيس على الحديث، فلم يكتف عمر بمنع نقل الحديث وتدوينه فحسب، بل انه استعمل في تحقيق هدفه اسلوب القهر والقوة(1).
قال الصحابي المعروف قرظة بن كعب(2): لما سيرنا عمر بن الخطاب الى العراق مشى معنا عمر الى حرارة، ثم قال: اتدرون لم شيعتكم؟ قلنا: تكرمة لنا قال: ومع ذلك لحاجة انكم تاتون اهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالاحاديث عن رسول الله (ص) فتشغلوهم، جردوا القرآن، واقلوا الرواية عن الرسول (ص) وانا شريككم، فلما قدم قرظة بن كعب الكوفة قالوا: حدثنا، فقال: نهاناعمر(3).
واخرج الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابي سلمة انه قال لابي هريرة: اكنت تحدث في عهد الخليفة عمر هكذا؟ قال: لو كنت احدث في عهد عمر مثل ما احدثكم لضربني --- ... الصفحة 49 ... ---
पृष्ठ 48