सहीहों पर रोशनी
أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي
शैलियों
--- ... الصفحة 202 ... ---
واخرج النسائي قوله (ع): عبدت الله قبل ان يعبده احد من هذه الامة تسع سنين(1).
وقال ابن ابي الحديد: وان كان قد ورد في كلامه انه صلى سبع سنين قبل الناس كلهم، فانما يعني ما بين الثمان والخمس عشرة ولم يكن حينئذ دعوة، ولا رسالة، ولا ادعا نبوة، وانما كان رسول الله (ص) يتعبد على ملة ابراهيم (ع) ودين الحنيفية، ويتحنث، ويجانب الناس، ويعتزل ويطلب الخلوة، وينقطع في جبل حرا، وكان علي (ع) معه كالتابع والتلميذ(2).
اقول: ان تفسير ابن ابي الحديد وبيانه كلام أمير المؤمنين (ع) صحيح بشكل عام، ولكن ادعائه بان النبي (ص) كان قبل بعثته يتعبد على دين ابراهيم (ع) مردود من وجهة نظرعلما الشيعة الذين يعتقدون ان الرسول (ص) كان يتعبد على دين الاسلام، الذي جاء به فيما بعد، الا انه لم يؤمر بتبليغ تلك الاحكام الى الناس حتى بلغ الاربعين من عمره.
اخلاق النبي (ص):
كل ما تقدم، كان البحث في مؤهلات النبي (ص) وكفاته لتلقي الوحي والرسالة، منذ ان كان طفلا، ونبحث هنا في المؤهلات الاكثر ارضية لذلك، والتي هيات الرسول (ص) لكسب الفضائل والصفات، والمراتب العالية من الخلق الانسانية.
ونذكر نبذا من اخلاق النبي العظيمة على نحو الاجمال حتى تتجلى لك عظمة رسول الله (ص) وشخصيته اكثر، وتكون ايها القارئ مستعدا للمباحث التي نوافيك بهافيما ياتي:
آيات عديدة في القرآن تبين الحالة الاخلاقية للنبي (ص)، وكيفية معاشرته وتعامله مع الاخرين ننتخب لك من تلك الايات ثلاث:
पृष्ठ 202