78

أدب الموعظة

أدب الموعظة

प्रकाशक

مؤسسة الحرمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٤هـ

शैलियों

الغريبة قريبة مألوفة. وعلى هذا النحو تجري كثير من نصوص الوحيين. قال الله - تعالى - في شأن المنافقين: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾ [البقرة:١٧] . وقال النبي ﷺ في شأن المؤمنين وتآلفهم: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ١. ثم إن للأمثال فوائد أخرى؛ فمن ذلك أن المثل يضرب للترغيب في الممثّل به؛ حيث يكون مما تستحسنه النفوس، وترغب فيه. ومن ذلك ما ضربه الله ﷿ لحال المنفق في سبيل الله؛ حيث يعود عليه الإنفاق بخير كثير فقال - تعالى - ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ﴾ [البقرة:٢٦١] . وقد يضرب المثل للتنفير من العمل؛ حيث يكون الممثّل به مما تكرهه النفوس، وتنفر منه كما ضرب الله المثل لحال المغتاب فقال - تعالى ـ: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات:١٢] . ويضرب المثل لمدح الممثّل؛ حيث يكون في الممثل به صفات تستحسنها النفوس، وتمدح من يحرز مثلها، كما ضرب الله مثلا لحال الصحابة ﵃ فقال ﷿ ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ

١ أخرجه البخاري"٦٠١١"، ومسلم "٢٥٨".

1 / 80