51

أدب الموعظة

أدب الموعظة

प्रकाशक

مؤسسة الحرمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٤هـ

शैलियों

٢١ـ أن يوجه الواعظ الإنكار إلى نفسه تصريحا، وهو يعني السامع تلميحا: كأن يقول: ما لنا لا نتقي الله، ونمتثل أوامره، ونجتنب نواهيه، ونحو ذلك.. ويشير إلى هذا الأدب قوله - تعالى - فيما يقصه عن رجل يدعو قومه إلى الإيمان بالله: ﴿وَمَا لِي لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [يس:٢٢] . فإنه أراد تقريع المخاطبين؛ إذ أعرضوا عن عبادة خالقهم، وعكفوا على عبادة ما لا يغني عنهم شيئا، فأورد الكلام في صورة الإنكار على نفسه؛ تلطفا في الخطاب، وإظهارا للخلوص في النصيحة؛ حيث اختار لهم ما يختار لنفسه. ٢٢ـ مراعاة المشاعر: وقد مضى شيء من ذلك، ومن المراعاة في هذا الشأن - أيضا - أن لا يكثر الواعظ من صيغة فعل الأمر كأن يكثر في كلامه من قول: افعلوا واتركوا، ونحو ذلك؛ لأن الأمر ثقيل على النفوس خصوصا إذا كان الواعظ صغيرا، أو ليس معروفا عند السامعين. ومن المراعاة للمشاعر ألا يلفظ بالكلمات التي يمجها الذوق، وتتأذى منها الأسماع - كما مر - وألا يواجه الناس بما يكرهون، وألا يكثر من لومهم، ونقدهم، وتقريعهم، وتحميلهم ما لا يطيقون. ومن المراعاة للمشاعر أن يرفع الواعظ من قيمة السامعين، وأن يذكرهم بما عندهم من الخبر؛ حتى تنشرح صدروهم لما يلقى عليهم. ومن المراعاة للمشاعر أن يمهل الواعظ من فاتتهم الصلاة حتى يفرغوا من صلاتهم؛ حتى يتمكنوا من سماع الموعظة، ولئلا تختلط عليهم الصلاة، وذلك إذا كانت الموعظة تلقى بعد الصلاة المكتوبة. ومما يستحسن في هذا أن يستأذن الواعظ الإمام بأن يخبر المأمومين بأن موعظة ستلقى بعد قليل؛ حتى يمكث الذين أدوا الصلاة، ريثما ينتهي الذين

1 / 53