أدب الموعظة
أدب الموعظة
प्रकाशक
مؤسسة الحرمين الخيرية
संस्करण संख्या
الأولى ١٤٢٤هـ
शैलियों
مِنْ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف:٨٠] .
وهذا شعيب ﵇ يقول لقومه: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف:٨٥] .
وهكذا كانت سيرة نبينا محمد ﵊ حيث كان يراعي أحوال الناس، وينزل مواعظه على أحوالهم، كما كان يقدم الأهم فالمهم.
والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، ولعل من أجلاها، وأوضحها ما جاء في حديث ابن عباس ﵄ أن رسول الله ﷺ لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وفي رواية إلى أن يوحدوا الله؛ فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة؛ فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم؛ فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" ١.
ومن المراعاة لهذا الأدب أن تلاحظ المناسبات والأوقات التي يناسب فيها الحديث عن أمر من الأمور؛ كالحديث عن رمضان في أيامه، وكالحديث عن الحج في وقته، وهكذا؛ لأن النفوس تنسى إذا طال عليها الأمد؛ فإذا ذكرت تذكرت.
١٨ـ الرفق في القول، واجتناب الكلمة الجافية: فإن الخطاب اللين قد يتألف النفوس الناشزة، ويدنيها من الرشد، ويرغبها في الإصغاء للحجة أو الموعظة.
١ رواه البخاري ١٤٥٨ و٤٩٦و ٧٣٣١، ومسلم ١٩.
1 / 45