قال: «قبل كل شيء أقسمي لي أنك لا تقولين كلمة مما أقول لك.»
قلت: «أقسم لك أني لا أقول.»
قال: «إن أهل الفتاة - أعني أمها وخطيبها - يبحثان عنها كما تبحثون أنتم، وقد اعتقدوا أن يوسف اختطفها واحتظاها؛ ولهذا سوغوا لأنفسهم أمرا قد لا يسوغ، وكلفوني بهذا الأمر لقاء مبلغ كبير فاغتررت بالمبلغ وأنفذت الأمر؛ ولا سيما لأنه لا أذى فيه لأحد، ولكن فيه مصلحة لهم ...»
فخفق فؤادي لهذا الخبر، ولكني لم أبد جزعا وقلت: «إذا كان الأمر كما تقول، فيحق لهم أن يفعلوا كل وسيلة للاهتداء إلى الفتاة، فما هذا الأمر؟»
قال: «طلبوا إلي أن أتملق يوسف؛ لأنهم علموا أني صديقه وأن أقوده إليهم بأي حيلة، فاحتلت عليه وأخذته إليهم موثقا، فجعلوا يستجوبونه متوعدين تارة، وواعدين أخرى فلم يفلحوا باستجوابه.»
فقلت: «ولماذا لم يعرضوا الأمر على دائرة البوليس؟»
فقال: «لأنهم اعتقدوا أن يوسف ينكر كل شيء فلا تفيدهم دائرة البوليس أمرا، ولعل عندهم أسبابا أخرى لا أعلمها، ففضلوا أن يأسروه ويتهددوه، وهكذا كان.»
فقلت: «ويوسف لا يزال أسيرا؟»
فقال: «نعم، وأنا الذي سلمته، ولو لم أكن قد قبضت المبلغ الوافر لندمت.»
فقلت: «والآن ماذا تشترط علي إذا أرشدتني إلى سجنه؟»
अज्ञात पृष्ठ