فضحك يوسف مكفهرا وقال: لماذا تمانعين إذا كان الرجل يتزوجك زواجا شرعيا؟ - لأني لا أحبه ولن أحبه ولا أطيقه. - وهل كنت واثقة أنه سيتزوجك؟ - لم أكن أشك بذلك؛ لأنه كان يبذل جهده في إرضائي. - نعم ولكن لا ليتزوجك، بل ليقتنصك، وأقول لك: إن أمك كانت تساعده على اقتناصك.
فاسود وجه الفتاة واغرورقت عيناها بالدموع وقالت: آه أمي، أمي، لو كانت أمي.
فانتبه يوسف وقال: أما هي أمك؟ - أدعوها أمي، ولكنها بالحقيقة خالتي أخت أمي، والآن صرت أشك أيضا بأنها خالتي؛ لأن الخالة كالأم تضن بابنة أختها، ولا سيما إذا كانت قد ربتها منذ الصغر، إني أشكر غيرتك جدا يا مسيو براق، وأود منك ألا تفوه بكلمة مما سمعت ورأيت؛ لأني أود أن أنسى كل ما كان وقد مضى بلا أذى والحمد لله. - كيف عرفت اسمي؟ - لم يبق عندي وقت الآن، فاسمح لي أن أدفع لك هذه الرسالة وأنطلق قبل أن تراني خالتي هنا.
فتناول منها الرسالة، وهو يقول لها: ممن هذه الرسالة؟ - من سيدتي ليلى. - ليلى؟ - نعم ألا تعرفها؟ - لا. - يا لله، هل نسيت أمس؟
فبغت يوسف وقال: هل كنت معها؟ - نعم، أنا التي كنت معها ولم تنتبه لي؛ لأنك انشغلت بها.
ثم ودعته الفتاة منطلقة فقال: ألا تنتظرين جوابا؟ - كلا، فهل من جواب؟ - لا أدري، هل يمكن أن أراك غدا في مثل هذا الوقت وفي هذا المكان؟ - نعم إذا كنت ترغب في ذلك.
دوي وصدى
أما يوسف ففض الرسالة خافق الفؤاد وقرأ ما يأتي:
ليت الأقدار تفهم فكانت تغنيك عن تحمل مشقة، وتنقذني من عذاب أليم.
أنت تكلفت جهدا ضائعا، وأنا أقاسي ألما بلا مسكن، والذنب ذنب القدر الأعمى.
अज्ञात पृष्ठ