تنهد هامسا لنفسه: الدنيا جميلة كما كانت، لكن الناس تغيرت، إنها طبيعة العبيد!
تبسمت زوجته بسخرية: وإنها طبيعة الأسياد أيضا، فالسيد والعبد وجهان لعملة واحدة!
رشفت الزوجة من كوب الويسكي : ولماذا نلوم الطبيعة يا بيل، لماذا نعلق آثامنا على الله؟ إنها الذكورة أو الرجولة والطموح ولذة السلطة. - أليس هو الله الذي خلقني ذكرا؟ - أنت لم تولد ذكرا، ولكنك أصبحت ذكرا بالتربية والتعليم في البيت والمدرسة والحزب، أصبحت ذكرا وفقدت إنسانيتك، تمسك الإنجيل في يدك وتعلن قرار الحرب، ضاعفت عدد الفقراء في العالم وقتلت الأبرياء دون أن يرتعش لك رمش أو يطرف لك جفن، تخطب بصوت جمهوري عن عدالة المسيح، وتتحدث عن السلام ويداك مضرجة بدماء القتلى.
وهو راقد إلى جوارها في السرير يسمع صوتها من تحت الوسادة، لا تكف عن الكلام وإن سكتت ففي بطنها مخزون من الكلام المضغوط تحت المشد المطاط، يضع وسادتين فوق رأسه ويعطيها ظهره، يواجه الحائط بعينيه المفتوحتين ويهمس: كيف اختزنت يا حبيبتي كل هذه الكراهية لي كل هذه السنين؟ - كنت أخاف يا حبيبي من رئيس الدولة. - وأنا كنت أخاف يا حبيبتي من السيدة الأولى!
يجهش بلا صوت فوق صدرها، وتجهش بلا صوت فوق صدره، أنفاسهما تختلط وصوتهما يختلط. - ربما، ربما نتخلص معا من الخوف يا حبيبي. - نعم يا حبيبتي.
قصة الانتخابات في مصر1
انفصام غير معلن
قالت أمي إنها ولدتنا أنا وأختي في نفس واحد، ملأت أمي صدرها بالهواء ولفظتنا في جسد واحد نحن الاثنتين، اندفعت أختي من الثقب الضيق إلى العالم الواسع، وأنا تأخرت عنها في الخروج دقيقة واحدة أو نصف دقيقة.
أصبحت هي أختي الكبرى وأنا الصغرى، تسبقني في كل شيء، في الحياة وفي الموت، وفي الجزاء والعقاب، وفي الحب والكره وفقدان الشرف.
ورثت عن أبي الاسم والشرف، والتفكير الطويل حتى يضيع الوقت، لم أندفع مثل أختي دون تفكير من الثقب، كانت أمي هي الثقب الذي خرجنا منه، نحاول أن ننساه ونقطع الصلة به تجنبا للعار، ومن أجل السباحة في العالم الواسع حيث أبي وزملاؤه في الجماعة الموقرة.
अज्ञात पृष्ठ